responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 281
القرار. تنتعش فيها الأرواح وتبتهج بها الأشباح، وهي محتوية على بيوت فاخرة. وأماكن كثيرة عامرة ذات مياه رائقة وأحواض دافقة. وفي ساحة هذه الدار بركة ماء طولها أربعة عشر ذراعاً. وعرضها سبعة أذرع وباعاً. وأمامها مقعدان. لطيفان وعليهما عرائش العنب. وبينهما فسقية صغيرة من الرخام الأبيض يتدفق ماؤها كأنها كأس بلور زانه الحبب. وبأرجاء هذه الدار بساتين وأشجار، ورياحين وأزهار ما بين ياسمين وسيسبان. وأشجار نارنج وفاغية وريحان. . وكنت منذ أيام سمعت مدير مينا طرابلس يساوم في أجرة دار يريد سكناها في المينا فلم يشأن أن يدفع سوى ثلاثة ريالات في الشهر. أما آغاة المينا منذ مائتين وعشرين سنة فقد كانت له - عدا الدار التي مر وصفها - دار أخرى في المينا لا تقل شيئاً عن تلك الدار: فقد كانت قصراً رفيعاً. ومكاناً مشرفاً بديعاً، وهو مطل على البحر المتلاطم بالأمواج. وشبيه في سموه بهاتيك الأبراج. وجهاته مطلقة. وجوانبه على هاتيك
البساتين والمرج الأخضر مشرفة.
وقوله: هاتيك الأبراج إشارة إلى أبراج أو مسالح سبعة مبنية على شاطئ البحر أمام طرابلس الشام. كانت تشحن بالسلاح والذخائر والمقاتلة لحماية الثغر من عدو مهاجم أو قرصان متلصص. وبين البرج والبرج ألف خطوة أو أكثر أو أقل. وهذه الأبراج من بناء الصليبيين. لكن المسلمين لما استولوا عليها كانوا يرممونها ويزيدون فيها ما يكسبها قوة ومناعة. وفي بعض هذه الأبراج محراب للصلاة، ومن ثمة ذهب بعضهم إلى أن هذه الأبراج مما شيده المسلمون. لكن التحقيق أنها من

اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست