اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 203
ترضى. ولما كان الليل، أنشأت تقول، وهي تخاطب سعداً أخا جساس، وترفع صوتها لتسمع جساساً:
أيا سعد لا تغرر بنفسك واحترز ... فإني في قوم عن الجار أوات
ودونك أذوادي إليك فإنني ... محاذرة أن يغدروا ببنياتي
لعمرك لو أصبحت في دار منقرٍ ... لما ضيم سعد وهو جار لأبياتي
ولكنني أصبحت في دار معشر ... متى يعرف فيها الذئب يعد على شاتي
(ومت العرب أبياتها هذه الموثبات). فقال لها جساس: اسكتي. إني سأقتل جملاً أعظم من هذه الناقة. سأقتل علالاً. . . وكان علال فحل إبل كليب. وقد أراد جساس بهذا القول كليب نفسه.
ثم أن جساساً مكث يتندس الخبر عن كليب حتى بلغه ذات يوم أنه خرج وليس معه سلاحه فتبعه وصرخ به: يا كليب الرمح وراءك. . .!
وكان كليب لا يلتفت وراءه من الكبر فقال: إن كنت صادقاً فأقبل إلي من أمامي. . . ولم يلتفت إليه فطعنه جساس فأرداه. ثم اجتز رأسه.
ولما عاد إلى الديار سأله مرة: ما وراءك يا بني؟
قال: طعنت طعنةً لتشغلن شيوخ وائل رقصاً. . . قال: أقتلت كليباً. . .؟ فأجاب: أي وأنصاب وائل أي قتل. . .
فقال أبوه: إذن نسلمك بجريرتك، ونريق دمك في صلاح العشيرة، فلا أنا منك ولا أنت مني. فوالله لبئس ما فعلت. فرقت جماعتك، وأطلت حربها.
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 203