اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 173
لسريان الداء بموجب نواميس الطبيعة. ويزيدون كمية التلقيح يوماً فيوماً، حتى تبلغ مقداراً كان يقتل ذلك الحيوان لو لقح به دفعة واحدة. وبزيادة كمية المادة الوبائية، تزداد كمية المادة المقاومة. ومن هذه الأخيرة يؤخذ المصل الذي يستعمل للتطعيم. . . قل ذلك عن مذهب الدكتور شميل ولا تكون بعدت كثيراً عن الحقيقة.
أو إن شئت فاحكم عليه كما يحكم هو نفسه على العلماء وقل معه: إن للعلماء أحلاماً كالعوام، والعقل خزانة كثيرة الأدراج.
هذا ما يسمح المجال ببسطه عن فلسفة الدكتور المتطرفة. ولو أردنا التفصيل لما كفى الكتاب العريض الطويل. أما عبارة الشميل فهي آية في الإيجاز مع أداء المطلوب. وقلما قرأنا كاتباً عربياً جاراه في هذا الأسلوب.
* * *
معنى الحياة - وكثيرنا يجهل معنى الحياة الحقيقي ولربما كان هذا الجهل سبب ما تراه في مفاوز هذه الدنيا من الرزايا والحطوب، والتعاسة والشقاء، والخصام والتنافر، والضغائن
والأحقاد، ومتى فهمنا هذه الحياة بمعناها الصحيح يسود السلام في العالم، وتعم المحبة بني الشر، ويذوق الإنسان منتهى السعادة الممكنة. طالع كتاب لورد افبري يتضح لك ذلك تماماً. وترى أن واضع هذا الكتاب من الفلاسفة الذين لم يضيعوا في عالم الأوهام ولا في بهرجة الكلام. ونحن في أشد الحاجة إلى مثل هؤلاء
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 173