اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 127
البطريركي العام في القدس يافا وجال جولات تشهد له بطول الباع في كتابه البرهان السديد فدافع دفاعاً صادقاً عن الحقائق التي أقرها أكابر الفلاسفة وعلمها أساطين العلماء وهي من أمس الضرورات لنظام الاجتماع البشري إذ عليها تتأسس الشرائع والسنن التي تساس بها الهيئة الاجتماعية وهي مصدر الواجب والفضيلة وركن الضمير الشخصي وأساس التمييز بني الخير والشر وهنا أترك الكلام لأحد كبار العلماء المسلمين. تصفح هذا الكتاب فقال: إن صاحب البرهان السديد سديد البرهان، قوي الحجة، يحذو حذو الصوفيين في الإسلام ويحلق في سماء الروحانيات بعد أن يدحض أقوال ذوي المذاهب الذين لا يعرفون غير المادة، وكتابه جليل في بابه وهو بعيد النظر في الأمور.
ولا أخرج عن هذا الموضوع إذا تكلمت عن كتاب أو عن كتب حضرة المفضال الخور فسقفوس جرجس شلحت السرياني وأمامي منها كتاب النجوى في الصناعة والعلم والدين، وحواشيه المجموعة تحت اسم الجدوى ومنظومات الكون والمعبد والطراز المعلم وأكثر هذه التآليف مسبوكة شعراً سهلاً سيالاً على أنه لا يخلو من التطويل وشيء من التكلف وقد ذكرت عند قراءته فرحات والصائغ في تغزلاتهم الروحانية على أنه أكثر منهما تفنناً في طرق المواضيع المتنوعة. ولقد أعجبني من المؤلف حواشي كتابه التي دلت على معارف جمة في
اسم الکتاب : مجلة «الزهور» المصرية المؤلف : أنطون الجميل الجزء : 1 صفحة : 127