responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 343
- 309 -

وطنيون يرون ان ارضاً عربية كمصر لا تحكم بتركي ولا غيره وانهم يفضلون القتل على دخول عسكري ريب في ارضهم او رجل من رجال الحكومة التركية في اعمالهم
اقول. عافاك الله ياشارم من داء الخلط فانك تعلم ان مصر لها امتياز يخولها حقوقاً لا يغالبها عليها مغالب فما هي سلطة مولانا السلطان التي يريد اعادتها ويترقب لها الفرص بعد علمك بان له السيادة علينا ونحن نعترف بجلالته وخلافته الاسلامية العامة ونخطب باسمه الشريف ونستظل تحت علمه المنيف ونتعامل بسكته المضروبة باسمه وندفع الخراج عن رضاء وطيب نفس واعترافنا بسيادته وقيامنا بخدمته يثبتان لمقامه السامي طهارة بواطننا ويوكدان لجلالته حرصنا على امتيازاتنا واتفاقنا على حفظ ناموس خديونا الجليل
وما دمنا على هذا الاعتقاد فالفرض وعدمها سيان واعجب من هذا التمويه قوله ان المير الايات لم يفعلوا ما فعلوا الا بدسائس الاستانة وهذه عبارة لا تنطبق على دعواه الاولى فان الاستانة اذا كانت تنتهز الفرص لاعادة سلطتها كيف تدس الى المير الايات دسائس ثورية بعد العلم بان التظاهر كان لطلب امور تخول للامة حقاً عظيماً في الحكومة بافتتاح الشورى فهل رأت الاستانة ان وضع اثقال الحكومة على عواتق الامة مما يزيد في سلطتها فدست دسائسها الى الميالايات كما يزعم الحقود
ثم قال انه هولاء الثائرين يزعمون انهم وطنيون شفاك الله ياشارم من داء العتمة اذا كان ابن البلاد المولود فيها الوارث تربتها عن اجداده الذين سقوا غرسها بدمائهم في فتحها لا يعد وطنياً فمن هو الوطني في عرفك اهم المتجر في زجاجتي نبيذ وكنياك ام الحامل للبلاط يصلح به الارض ام الذين نبذتهم بلادهم فالقتهم الينا السفن كما تلقي اثقالها من البضائع ام انت المتميز غيظاً المتفجر حقداً وكيف قلت انهم يفضلون الموت على دخول عسكري غريب او رجل من رجال الحكومة التركية يدخل في اعمالهم بعد ان قلت ان ثورتهم كانت بدسائس الاستانة. اظنك حنقت علينا لما فاتك من الغنائم السرية التي احفيت قلمك في القيام بحقها عليك وقد اشتد بك الحنق فانت تهدر وتهذر ولك فقد خلا كيسك من النقد المصري ولم يبق معك الا الافرنجي
قال الحقود. الميالايات لم يكونوا الا الآت تديرها دسائس مركزها (يلدزكيوسك) وعمالها السلطان عبد الحميد والبرنس عبد الحليم وسنرى ان القبول الذي سيحصل للوفد العثماني يخالف ما اخبربه هولاء الوطنيون من عدم قبولهم رجلا تركياً في بلادهم
اقول. مالك وما ليس لك به علم اظننت انك سيرت السياسة وعلمت خفاياها كما طنطن باسمك من اغتر بصورتك عليك فاخذت ترجم الغيب بافكار تضحك عليك ارباب الاقلام ورجال الافكار فاذا كان الاميرالايات يعترفون بسيادة الاستانة فكيف يلقى الوفد غير ما تعودنا عليه من الاكرام واي تداخل للبرنس عبد الحليم بعد علمك بمصر الوراثة في خديونا توفيق الاول ونسله الطيب الطاهر هل نزلت جندنا منزل اليهم فحكيت عنهم ما سولته نفسك ام اتخذت لك تحت رمل تغربه فرنسا وتجعلها تتخوف من قعقعة السقف وتتشاءم من نعيق الغراب
قال الحقود. ان في الوفد العثماني علي بك فواد وهو جاء مصر بفرمان خلع الخديو السابق ووجوده في المحروسة مما يهيج الجند المدعي الوطنية كما علمنا ذلك
اقول. الجنون فنون ظن هذا المسكين ان وفداً اسلامياً يهيج امة مثله وحكم بفكره على قطع الصلات بيننا وبين دولتنا حتى يهيجنا وفد زارنا مع التكريم وتوجه مع الاجلال واغرب من هذه الدسائس المنبوذة قوله الجند المدعي الوطنية ناشدتك الغرور (وهو اكبر يمين عندك) من تعده من الجند الوطني اذا لم يسم به فلاح مصر ومن اين اتاك العلم بنفورنا من الوفد العثماني حتى قلت كما علمنا ذلك اخيراً هل غرك صاحبك واوهم كان عندنا حزباً غير وطني حتى يهيج لقوم دينهم ديننا وخليفتهم خليفتنا وحقه ما عندنا الا قلوب متحدة ورجال متعاضدة ليس بينهم اجنبي ولا غريب من الديار فكفكف الدمع على فوات اطماعك وعض اصبعك على ما فرط منك في جانب امة تحاول دول الارض سكنى ارضها واشتنشاق هوائها

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست