اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 302
- 268 -
يردعهم ولا حاكم يرجعهم فان عرف الفلاح باب الحاكم لحقه العمدة واستعمل الرشوة والنفاق فيقبض الحاكم على الفلاح ويضربه ويسلمه لعمدته بعد تعذيبه ومن كانت هذه افعال ابيه كان بعيداً عن الحق اجنبياً من الانصاف لا يميل للتساري ولا يعترف للفقير بحق معه في الوجود فوجود مثله في المحفل علة لزيادة هلاك التلامذة والزامهم بدروس لا طاقة لهم بها واقراءهم كتباً ما رأوها ليضعفوا بذلك حدة اذهانهم ويحسبوا الثروة لانفسهم. ومع ذلك فان الاولاد مثل هولاء تربوا في الريف على التخريف والهذيان فلا يعرفون صالح المدرسة ولا ما بوجب تقدم التلامذة لانهم عي عن طرق التقدم بسبب فساد مخيلتهم وضعف مدركتهم وقليل منهم من له المام ضعيف بالاداب وقد قدمت لك صفة العضو اللازم لهذا المحفل ولا يمكنك ان تطبقها الا على افراد تعد بالاصابع من هذا القبيل فلا بد لهم من مرشد يرشدهم ويعلمهم حتى يتمرنوا على اشغال المحافل ويؤمنوا على مدرسة مثل هذه المدرسة العظيمة. وانت تعلم ان العظيم منهم قد غرس في قلبه الخوف من الامراء لما قاسوه من الظلم وما راوه من التعذيب والترشيد فاذا وجد معهم امير في المحفل وقال من رايي في هذه المسألة كذا وجدت الجميع مقراً عليه مصوباً ما قاله خوفاً من بطشه وفتكه فانه يعلم ان هذا من القسم الذي اذا غضب اعدم وان عورض فتك فهو يأخذ كل ما يقول قضية معلمه لعدم تمكنه من حرية فكره ولما غرس في قلبه من الخوف والاذلال. ومثل هذا لا شك في انه يجلب على المدرسة ضرراً غير ضررها ويزيد ارادتها ارتباكاً وبنيانها تخريباً
(ت) وان كان من اولاد الامراء العارفين باحوال المدرسة وادارتها الحائزين لرتبة القلفة
(ن) اعلم يا ولدي ان الحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا نحكم على الامراء الا بعد معرفة اسباب ثروتهم فان كانت بجدهم واجتهادهم كانوا احرص الناس على حفظ الهيئة
الاجتماعية وان كانت بطريق الظلم والنهب والرشوة كانوا اشد ضرراً من العمد لحبهم الظلم الذي صيرهم في هذه الثروة بعد ان كانوا لا يملكون قوت يومهم على ان معظمهم ما تيسر له شراء اطيان الا وهو حاكم في جهتها ولا يخفاك ما يستعمله في تلك الحالة خصوصاً في المدة السالفة ايام كان الحاكم يتصرف في البلد واهلها تصرف الملاك في املاكهم ولو نشرت صحف الحقائق بيننا لرايتهم لا يملكون شيئاً مما يتمتعون به الان فانه اما مال ارملة خدعت حتى تنازلت او فقير ضرب عني اعترف انه باع او ضعيف اهين حتى هرب من البلد او غني تقرب ببعض طينه خوفاً من التصدي والاذلال ومن ملك ملكا بهذه الصورة كان ابعد الناس عن الحق واضلهم عن طريق الانصاف وولده كذلك يجتهد في مشاكلة ابيه فهو يرى ان الفقير يسقيهبلا مقابل والضعيف يخدمه بلا اجر ولا يرضى بالتساوي ومرافعة مع تلميذ فقير امام
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 302