responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 253
- 219 -

درس تهذيبي
التلميذ ونديم
(ت) وعدتني بدرس الاسبوع الماضي وما تلقيته بسبب مرضي وما انا قد نقهت فتفضل بشرح حال السير الانساني ولكنه يحتاج للايضاح والتفسير
(ن) أي بني لا تصل للتهذيب الانساني الا بمعرفة الحقوق واول حق نطالب به حق مريك فاعرف له من الفضل ما خدمك به ونقلك من البهيمية الى الانسانية واخفض له جناح الخضوع اليه وابسط له بساط الحنو عليه ولا تجبهه اذا خطأ ولا تفحش عليه اذا عثر في كلامه واعنه على معاشه وحفظ حياته بقدر ما يصل اليه امكانك وادفع عنه العدو واحفظ له السر ولا تجلب عليه من الشرور ما لا يصل اليه الا منك واجعل مجلسك معه ادبا ومسامرة لتزداد معارفك وتقوى مدركتك وعامله بالرفق الذي كان يعاملك به لتجلب رضاه وتجذب قلبه اليك. وان فعلت غير ذلك كفرت النعمة وتعرضت النقمة ودنست مجد ابيك بما تظهره من اللؤم وما ترتكبه من القبائح وما تخرج به عن حد الادب الانساني
(ت) هذا حق المربي فما حق الوطن علي من جهة اللغة والصاعة والعلوم والحاكم والنظام العام
(نديم) حق الوطن حفظ لغته وتثبيت العمل وتنقيح وحشيها واضافة ما يحدث من اسماء الألات ومحدثات الصناعة لئلا يدخل فيها ما ليس منها فيفسدها ويضيع مجدها واجهد في ان تكون مخاطبتك لاحبابك وكتابتك في ديوانك وقضاياك جميعها بلغتك التي تجمعك مع مواطنك وتحفظ لك النظام العام
وحقه من جهة الصناعة ان تجتهد في نشرها في بلادك ولا تلبس الا من صنعة بلادك أي ما كان من غرسها او اصواف واوبار حيوانها مشغولا بمعرفة الوطني مخبطا بيده مبيعاً في دكانه لتحفظ ثروة البلاد وتزيد في عمرانها وقوة حاكمها فان من ترك الصناعة واستعمل المشغول في غير بلده كان كالاجير الذي يشتغل لغيره فيرفع الحجر ويحمل الطين ويبني حتى يرفع بيتا جميلا ليسكنه مستأجره وانظر للانكليز لما حجرت على الهند صناعتها الخياطية واشترت منها محصولات البلاد واشتغلتها في بلادها صبرت اهالي الهند كالالة في يدها لفقد الصنعة منهم واحتياجهم لما يتسترون به وقد ربح الانكليز الكسب مضاعفا
مرتين من المحصول عند اشترائه بثمن النجس ومن المصنوع عند بيعه باعلى الاسعار وما وصل بالهنديين لهذه الدرجة الا تركهم الصناهة وميلهم لمصنوع الغير. وانظر الان اهل بلادنا وما هم فيه من البعد عن الصناعة وميلهم لمصنوعالاجنبي وما يأتي به من المشغولات نر النجار منا في غاية الفقر والفاقة نمر عليهم وهم يبيعون ما صنع

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 253
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست