responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 23
وأخبار الأمم، وله قدم ثابتة في نقد أفكار السياسيين وحيلهم، كما أنه كامل ومهذب ومؤدب تفخر الديار بمثله [55].
وفي مقال للنديم بعنوان "المحاسن التوفيقية أو تاريخ مصر الفتاة أو زفاف الحرية في مصر" وصف العرابيين بالأسود حماة الوطن الذين ألبسوا الأمة ثياب الحريهّ، وفتحوا العيون ونبهوا الأذهان إليها بعد أن استفحل الاستبداد، كما تعرض لاستقبالات الأهالي لعرابي عند سفره إلى رأس الوادي حيث ازدحمت شوارع القاهرة بالمشاهدين تستقبله بحماس، وقد خطب فيهم عرابي خطبة قوية أوضح فيها أحوال البلاد، كما خطب النديم خطبة بناء على طلب الحاضرين أخذت بعقول الناس حتى كادوا يبكون [56] أوضح فيها أحوال البلاد قبيل انتفاضه الجيش مبينًا الإرهاب الذي تعرض له أهالي البلاد حتى "رأينا المشنوق من أهلنا والمصلوب والمذبوح والحريق والموضوع على الخازوق والمشرد والمغرب والمنفي والمسجون والمنهوب والمسلوب، ولا ذنب لنا في هذا كله إلا عدم المحافظة على البلاد .. حتى نهض الأحرار من أبنائها فخلصوها من هذه المحنة" [57].
وأشار عرابي إلى الأطماع الخارجية المتربصة بالوطن، وطالب التمسك بالحكمة والصبر واجتماع الكلمة لمواجهتها.
كما كتب النديم مقالاً عن الاتحاد وحقوق الشعب في مقاله المعنون "وصية وطنية" قائلا "أوصيكم بكلمة الاتحاد والتمسك بحبل الائتلاف وأحذركم من التخاذل، وسماع أقوال أهل الأهواء الذين شربوا من دماءنا ولم يرتوا وأكلوا لحومنا ولم يشبعوا" [58] كما ندد النديم في هذا المقال بتهديدات انجلترا وفرنسا للعرابيين ومحاولاتهما للوقيعة بينهم وبين الخديو من ناحية، والسلطان من ناحية أخرى بدسهما للدسائس موضحًا رغبتهما في الفرقة بين المسلمين والأقباط مع أنه يجب أن تجمعهم وحدة الوطنية، ووحدة الدين التي تقتضي الاتحاد ومنع

[55] نفسه ص 286.
[56] ميخائيل شاروبيم: الكافي في تاريخ مصر القديم والحديث ج 4 ص 254.
[57] التنكيت والتبكيت: ص 281.
[58] التنكيت والتبكيت: العدد الثامن عشر في 16 أكتوبر 1881 ص 294.
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست