responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 211
- 177 -

واجتهد في حرثها وريها وقلب عليها المزروعات وانواع السباخ ليزبل فسادها وانزل المرتفع منها الى المنخفض لتستوي امامه وتجري فيها مياه الري بلا تعب ولا تكلف وغرس فيها اشجارا وابذارا حتى بذت الثمرة ومال الظل لمن يجلس تحته فرح هذا المسكين وجاء لمن عظموا باتعابه وسادوا باجتهاده ووقف ببايهم لاطالبا مجدا مستجدبا قوتا بل ليخبرهم باصلاح الارض ونجاح الغرس فانفوا من دخوله عليهم وغصبوا من وجوده في مجلسهم وقالوا من انت ومن ادخلك علينا ومن جراك على ذلك ومن دلك على بيوت العظماء ومجالس الامراء (امش اطلع برا فلاح)
هذا اخي في الجنسية وصاحبي في اللغة وعضدي في الوطنية وهو صاحبي وهو البلاد وابن تربتها لايجعل اتعابها الا هو تراه مسئولا عن مال يؤديه وجسر يحفظه وعدو يدفعه وحد يحصنه وان غار احد على بلاد خرج الاجانب وهربوا وانسلوا الى بلادهم بما غنموه من هذا المسكين وبات يقاتل ويريق ماء حياته ليحريه انهارا تروي بها ترتبه التي نع منها وان غرق او شرق تهدمت داره وذهب زرعه وماتت ماشيته فجاء اليه الغريب ييعته
بالغبن ويغشه في انواع معاملته وتجاربه واظهر له انه مقيم في بلاده ومتمكن فيها فهو وطني مثله يخشى على بلاده ما يحشاء هذا المسكين وما دري انه يفعل ذلك نفاقا ودهانا المال يكسبه وعزة يبلغها وثروة يحصلها وهو اجنبي من البلاد وان بني فيها وسكن وعمر دهرا طويلا واسم الوطنية بالنسبة اليه كاسم العربية لمن لايعلم له نسبا ولا جنسية ويدعي العروبة باللغة
ولو تعلم الفلاح وعرف هيئة البلاد وما هي عليه من ثروة وعزه وخسة وغيرها لنظر لهذا الغريب بعين المعرفة وعامله بما تقتضية طبيعة بلاده فان كانت دارعلو وارض خصب وممل اغنياء وكان هذا المهاجر من ذوي الجاه فيها انزل المنزل الرحب وعامله معاملة الكرماء وان كانت ارضه ارض شقاء وعناء وكان فيها من كانت ارضه ارض شقاء وعناء وكان فيها من الادنياء الفقراء احاله على امثاله يعاني حمل الاثقال وياكل من الخبز مايحفظ حياته ويلبس ما يستر به العورة ويحفظ به البنية واذا عامل كل انسان بما تقتضيه منزلته في بلده استراح من الهموم ولكنه جهل حقائق البلاد فظن كل خيال شجا وبات يقلب طرفه في مرئيات اختلفت جنسيتها وتباينت طباعها واختلفت هيئتها وقد تعددت نقط الغرباء وتشعب ملك النزلاء فاصبح الفلاح كلما حول نظرة وجد غريبا وكلما سرى صدمه اجنبي وما كفاه ما اصيب به من ازدحام ارضه بالغرباء حتى رأى من يتمدن من اهله ينافره ويذمه يقبح عمله ويمل مع الغريب والاجنبي ميله لابيه او اخيه وما دري انه يخرب بلاده بيده ويد الاجنبي وهو لايشعر 0
ولايرفع الفلاح من وهذه الذل وينقله من خطة الخسف الا المعارف لا اقول العالية بل الابتدائية فمن يدعي الوطنية من اهل

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست