responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 209
- 175 -

ويبخر بجلد الفسيخ لصدق الكل كلامه ونبذوا قول الاطباء خلف ظهورهم فقد ثبت في ذهنهم ان صاحب هذا الري مطلع على اللوح المحفوظ ولا يقول الا مايراه منقوشا فيه ولا يدفع هذه المصائب الا تعميم التعليم وتتبع اثار هولاء المضلين وقطع دابرهم والزامهم بالتكسب بالاشغال او جمعهم في اشغال ميريه كطرة تصرف لهم فيها الجرايه لتنتفع بهم الحكومه والامه وتنسى الناس افعالهم القبيحه ونعلم باهانتهم واذلالهم انهم من الفارغين الجاهلين الذين لا يعرفون الا طرق الاحتيال والخدمه ولقد رأيت رجلا على حمار وحوله عالم كثير فقصدته وسألت عنه فقيل لي انه من الاولياء الكبار ومعه عصا يعصرها فينزل منها عسل فضحكت على جنون اهل بلادنا وقلت لو دار موسيو كازنوف في الارياف وعمل اعماله الغريبه التي يقدمها في مراسح التياترات ماترك رجلا الا تملك عقله واستعبده فيما يشاء وسمعت من بعض الجهلة ان شيخه اذا شرب الخمر صار لبنا فقلت كيف يشربة فقال يطلب القلة ويشرب ماء يتناول الزجاجه فقبل ما يشربها تصير لبنا فضحكت من هذا الجاهل وعلمت ان عقول جهلتنا مهياءة للا نقيا لاوهي شيءاذا حبس الماء فيه ثم عند التناول مجه في الخمر انعكس وصار كلون اللبن فتصبح العامه (سبحانك ياقادر قلب له الخمر لبن مدد ياسيدي) وكم من المضلين يتجولون ويسلبون النقود ويضلون العقول بافعال قبيحه
فاذا تنبه العالمون لهذه الاحوال وسعوا في تقبيح هذه العوائد وتنبيه الناس على بطلان هذه الدعاوي الباطلة وسعت الحكومه في قطع دابر مدعي الطب وابعاد من تعثر عليه من المشعوذين المتلفين للعقول والاجسام برئنا في هذا الداء العضال والا كنا عرضة للمصائب ومحلا لتلاعب العقلاء بنا وصرنا امواتا في صور احياء فقد اماتك من اسلمك للجهالة

لك مني بقدر مالي من الانسانة
لا منك
من انت حتى اخاطبك واعرف لك حقك واساعدك على حفظ حياتك وتسهيل اغراضك عرفني بك فاني اجهل نفسي وانكرها بما تحملني عليه من مدراكها العالية وقياساتها الصحيحة من حسابها. وما عرفتها الا باستاذ درست عليه اخلاق العالم وما يحفظ نظام العشرة وما يخلصها من شروره وغدر اهل الخيانة فيه وطالما قرأت عليه مجلدات في مجلسات عظيمة حتى كنت اظن ان نفوس السامعين تخلصت من الجهالة واعترفت بفضل العارفين وابتدأت تتهذب وتتأدب لترقي على معراج الكمالات الى عرش الانسانية غيران هذا الاستاذ العظيم كان يلزمني بلين الجانب وحفظ وحدة الاجتماع الوطني ويريني ان هذا من اخلاق الرجال وان الانسانية تقضي على من لبس

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست