responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 192
- 158 -

من الازدحام يوم دخول السلطان مصر وخروج الناس للتفرج على ذاته البهية ودونه يوم خروج المحمل ويوم زفاف كسوة الكعبه ويوم الدوسة ولم ارَ في تلك الايام ما يماثل هذا الازدحام العظيم فقلت في نفسي اسددت ديون الافرنج وهذا يوم فرح اهل بلادنا ام خلصت الاملاك المرهونة وهولاء متوجهون لاستلامها ام استردت الاطيان والاملاك لاهلها بالتبابع الشرعي بعد ذهابها بالدعاوي الباطلة والقضايا الملفقة وهولاء اصحابها متوجهون لتهنئة مليكهم برد منبع ثروتهم ام الجيوش عائدة من الانتصار على عدو اراد اذلالها والناس مزدحمة لمقابلة ابنائها وتهئنهم ام ماذا الذي دعا اخواننا الوطنيين للازدحام العظيم لابد وان اقف على الحقيقة فوقفت على مرتفع اشرف منه على الجميع فرأيت هذا الازدحام متصلاً بعربة الوابور ورأيت شيئاً مدلى من الشباك والناس تزدحم على تقبيله والتماسه كأنه خطام جمل عائشة ام المؤمنين او الحجر الاسود واذا به يد امراة يقال لها ص. . . تدعى الولاية وهولاء المخرفون يودعونها ويزدحمون على تقبيل يدها فكدت افقد الحس لتأثري من سلطنة التخريف في بلادنا. فان هولاء المجانين لو علموا ان مقام الولاية لا ينال بقصع الفت ولا الشخلعة في المجالس ولا قولهم (مستورة سالكة اشيا معدن قدامك خضر او وراك خضرا الله يحنن عليك فاضل عليها عدة ربنا يجازى اولاد الحرام شيخ لله ياسيد روح سري معك الصبر مفتاح الفرج ارمي حمولك على المتولي) وهذا كلهُ من الجنون والهذيان لتنبهوا وجروا خلف العلماء يسالونهم عن دينهم ودنياهم لان العلماء امنا الرسل وهم في
مقام القرب من الله من السابقين والله تعالى يقول (انما يخشى الله من عباده العلماء) وقال لنبيه عليه الصلاة والسلام (وقل رب زدني علما) وقال (فلو لانفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون) فلو ازدحم الناس عليهم ازدحامهم على المخرفين لما وجد في وسطنا جاهل ابدا مع اننا لو احصينا الذين يتبعون الخرافات لم نجد في المائة واحداً لم يتخذ لهُ اماماً في التخريف خصوصاً مثل تبعة هذه المضلة التي سحرت بافعالها نحو مليون من الجهلة وصارت كانها الزبا في البلاد لحيرة ولو امرت الرجل منهم بصفع نفسه بالنعال مرة لضرب نفسه الفاً معتقداً انهُ كلما زاد في طاعة الشيخة زيدت لهُ الحسنات
واغرب من هذا وذاك اننا نرى كثيراً ممن يقال لهم الاذكياء او المتمدنون يدخلون مجلس هذه الجاهلة ويقبلون يديها ويخضعون لها ويتقربون اليها بالولائم والجنيهات ولست ادري ادخلت عليهم الغفلة كما دخلت على الجهلة ام يتوصلون بمجلس هذه الضالة لمقاصد يعز عليهم الوصول اليها من غيرها والا فما داعية الاعتقاد في امرأة تربت في الريف بين الجهلاء لاتعرف العلم ولاتحسن العمل وكيف

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست