اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 159
- 125 -
ثمن ماهو مطلوب
لانه صغير وغير مرغوب المساكن فبعد ان صادقنا لهُ على حسابه وعلى المطلوب لهُ منا امام الحاضرين طلب منا انا ننتقل في ذاك البيت لاجل مبيع البيت الذي نحن فيه فامتثلنا الامر وفي الحال باع البيت واما نحن فاننا مكثنا مدة في ذاك البيت غير ام مصاريفنا صارت تنازل شيئاً فشيئاً حتى عدمنا الحالة التي كنا بها اولاً وفي هذه المدة حصل لوالدتي مرض شديد اعقبه الموت فبقيت انا منفردة مع خادمة واحدة ثم ان الوكيل احضر شهوده وقال لي قد نفذت جميع الاملاكك ولم يبقَ لك شيء سوى هذا البيت الذي انت فيه وقد طلع لي عندك في الحساب خمسمائة جنينه وحيث ان هذا البيت لايساوي الا اربعمائة جنيه فاني سامحتك في المائة الباقية والان احب ان تخرجي منه لاجل مبيعه واخذ مطلوبي فلما رأيت هذه الحالة وكان عندي بمنزلة والدي لا اعارضه في شيء سلمت امري الى الله وصادقت لهُ على ذلك وخرجت من البيت لااملك شيئاً ولا ادري الى اين اذهب فرجوته ان يقبلني عنده بمنزله حتى ادبر لنفسي امراً او اموت صبراً فتكرم عليّ بذلك وقد مكثت عنده مدة من الزمن اكرهت فيها على ان اكون خادمة لحرمه بعد ان كان عندي من الخدم مالا اعلم عددهم ولما وجدت نفسي بهذه الدرجة تذكرت ماكنت فيه من النعيم فضاق صدري واعتراني الغم والقلق فخرجت هائمة على وجهي ولم اطق الاقامة عند ذاك اللئيم بصفة خادمة بعد ان كان هو خادمي ونعمته كلها من خير ابي وها انا الان كما تراني ايها السيد فاحكم بما تريد
قال الراوي فلما اتمت حكايتها وفرغت من بث شكايتها انهملت ديمة الاجفان واشتعل القلب بالنيران ضاق مني الصدر وعيل الصبر وناديت باعلى صوتي في ذاك الحي الا كل من يشتكي من قبح افعال النساء فليحضر اليّ فما هي الا لمحة بصر حتى حضر الكثير من الناس فقمت بينهم خطيباً وقلت
ايها الاخوان الاعزاء اتشرف بان اعرض عليكم افكاري واتحفكم باخباري واروي لكم ماسمعتهُ في هذا اليوم من هولاء ثم قصصت على ذاك الجمع الغفير ما حصل بلا تغيير فتأثر الحاضرون مما سمعوه واظهروا الاسف وقالوا اننا جميعاً واقعون في هذا التلف وما منا احد الا ولهُ حكاية في هذا الموضوع المهم وكلنا مصاب بذاك الحادث فان شئت اسمعناك حكاياتنا وبث شكاياتنا لترى منها العجائب وتقف على ما فيها من الغراب ومع
ذلك فاننا نلتمس منك ايضاح اسباب تلك النكبات وكيف التخلص من هاته الورطات فاجبتهم قائلاً حيث ان الشمس قد استعدت لتوديع النهار فليس عندنا وقت لسماع ماعندكم من الاخبار فلهذا ارجوكم السماح وسنجتمع غداً ان شاء الله في هذا المكان ونسمع حكاية كل انسان
اما من جهة الاسباب التي اوقعتكم في
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 159