responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 103
- 69 -

وعلو وفكر وسقوط همة وما هم عليه من استقلال وحرية واسبداد وعبودية وتقدم وتأخر ونحو ذلك فهي مرآة تتكسر فيها صور شعوبها ومن ثم كانت تتأثر تأثراً فعلياً من الطواري التي تطرأ عليهم كما نرى في اليونانية واللاتينية والسريانية والكلدانية والعبرية والقبطية والهندية والايرانية والعربية ايضاً ونحوها فان كلاً من هذه المركبات الهجائية اذا فصحت علم ماكان لشعوبها من القوة وحسن الافكار والتصورات والمعاني والتقدم في العلوم والصنائع والتمدن على درجات متفاوتة الى ان حات علل الانحلال فادي الامر الى ماهي عليه الان واذا ثبت ذلك علمت الاسباب التي لاجلها توت اللغات وتحيي مما لاعلاج له وباختصار فان في ضعف كل امة فقدان لغتها مهما كانت تامة الالفاظ واسعة المعاني والمباني اذ لكل شيء
دورٌ ولا فرق فيه بين جامد ِ ومتحرك
بموت راعي الضان في جهله
ميتة جالينوس في طبه
على ان بعض اللغات قد تكون لها وسائط طول البقاء لما فيها من التآليف الجليلة وافتقار العالم الديني والدينوي اليها فهي اشبه بحيّ في صورة ميت فاذا ايها الاخ المتعصب للضاد ليس لك ان تلومني اذا تركت لغتي الى غيرها وانت تعلم ان الانسان مفطور على طلب التقدم
ومن لم يكن ذاهمة عاش خاسراً ... وكان لهُ ان يلزم الجهل مارَبا
واي فتى يبقى عظاميُ فخرهِ ... عليه عصامياً فقد ذل مطلبا
فباي شيء ترغب اليّ الالتصاق الى لغتي دون غيرها بحسن كلام ام بلطافة لفظ ام بكثرة مواد لغوية وفصاحة عبارة اليس ذلك كلهُ كثيراً في لغات القوم السابق ذكرهم ومثل العربية مثل اللغات الاتينية واليونانية والهندية في اختصار التعبيرات والقوانين الراسخة لنسج كلمات جديدة في كل شيء وعلم حديث في عالم الوجود ومع هذا فلم يق هذه اللغات من موتها شيء. لعلك تحمسني لاكون خيرا من اصحاب هذه اللغات في احياء ما قضت الحوادث بموته فهل ظننتني غير انسان من صفاته العجز فمن يقدر على ذلك وحلفه مهام هذه الحيوة في طلب الرزق حفظاً لهُ وذويه ولا طاقة لهُ على الامرين في وقت واحد فيلتزم بالاهم اولاً ثم بتحسين اله اذا مكن. لعلك تعدنا انا تجد خبزا في عملنا هذا فنحصل على الامرين معاً فلا اظنك ياصاح تجهل الواقع ولا اريد ان تذهب بعيداً لتعلمهُ. اذهب الى دوائر حكامنا ومراكز تجارنا وانظر بكم يؤجر الكاتب الضادي والكاتب الدالي ثم الف لك كتاباً واجعلهُ كله ضاداً واصرف فيه عمرك واعرضه على قومك فترى مالبضاعتك من رواج او انك توملني باللذة العقلية التي احصلها من درس لغتي العربية تماماً لأفهم كتب علمائها الجليلية واملأ صدري من فرائد اقوالهم البديعة. فانك تعلم اولاً ان كل

اسم الکتاب : مجلة التنكيت والتبكيت المؤلف : النديم، عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست