responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة الرسالة المؤلف : الزيات باشا، أحمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 35
من طرائف الشعر
النكران
الفأس والشجرة
للدكتور محمد عوض محمد
كانت الفأس قطعة من حديد ... وحدها لا تطيق حزاً وقطعاً
فرأت دوحة: فقالت: (هبيني ... يالك الخير! من فروعك فرعاً!)
امنحيني يداً، تشدي بها أز ... ري فأزداد في البرية نفعاً
فحبتها فرعاً متيناً وظنت ... أنها أحسنت بذلك صنعاً!
باتت الفأس بعدها ذات حول ... يصدع الصخر والجنادل صدعاً
وتناست أنى لها ذلك الحول ... فجاءت لدوحة الأمس تسعى!
أن هوت نحوها بقسوة ذي غل ... وحقد كأنه حقد أفعى
ضربتها ضربات طالب ثأرٍ ... فهوت للثرى: فروعا ًوجذعاً!!
وحي الحياة.
لوجهك هذا الكون يا حُسْنُ كله ... وجوهٌ يفيض البشرُ من قسماتها
وتستعرضُ الدنيا غريبَ فنونها ... وتعرب عن نجواكَ شتىَّ لغاتها
ولولاكَ ما جاش الدَجى بهمومها ... ولا افترَّ ثغر الصبح عن بسماتها!
ولا سعدتْ بالوهم في عالم المنى ... ولا شقيتْ بالحبِّ بين لِداتها
ولا حيَيَتْ الفَّنان إلهام فنِّه ... ولا رُزقَ الإبداع من نفحاتها
فوا أسفا يا حسن لِلّحظة التي ... تطيش لها الأحلام من وثباتها!
فوا أسفاً يا حسن للحّظة التي ... يعزُ على الأوهام جمع شتاتها!
وما هي إلا الصمت والبرد والدُّجى ... ودنيا يشيع الموت في جنباتها!
فناءٌ تضجُ الريح من ظلماته ... وتفزع فيه البوم من صرخاتها
وتنتثر الأزهار من عذباتها ... وتعَْرى الغصون النُّظْر من ورقاتها
ويغشى السماء الجهمُ من كل ديمةٍ ... تخدِّد وجه الأرض من عبراتها

اسم الکتاب : مجلة الرسالة المؤلف : الزيات باشا، أحمد حسن    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست