responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجلة جامعة أم القرى 19 - 24 المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 302
ومن أشهر العلماء الذين تمثلوا مبادئ الدعوة السنية، وتجاوبوا مع توجهاتها الإصلاحية في حركتهم السلفية التغييرية أبو سالم عبد الله بن إدريس السنوسي الذي حج وتحمل عمن لقي من المحدثين كمحمد نذير حسين الهندي وأمثاله، فلما رجع إلى المغرب تصدر لنشر مذهب السلف في العقائد داعياً إلى وجوب التمسك بالأصلين ونبذ ما سواهما. وقد وجد السنوسي في رعاية السلطان المولى الحسن الأول خير مشجع له على الدعوة الفكرية السلفية السنية.
يقول الشيخ عبد الحفيظ الفاسي:
(وفد على السلطان المقدس المولى الحسن رحمه الله تعالى فقربه وأدناه وأمره بحضور مجالسه الحديثية فأعلن بمحضره وجوب الرجوع للكتاب والسنة ونبذ ما سواهما من الآراء والأقيسة، ونصر مذهب السلف في العقائد. واشتد الجدال بينه وبين من كان يحضر من العلماء في ذلك المجلس كل فريق يؤيد مذهبه ومعتقده إلا أن السلطان لم يكن يعمل بأقوال العلماء فيه ككونه معتزلياً وخارجياً وبدعياً؛ بل كان في الحقيقة ناصراً له بما كان يخصه به من العطايا والصلات زيادة على سهمه معه في جوائزه المعتدة. وبسبب تعضيد السلطان له بعطاياه ثابر على مذهبه طول حياته فنشره في كافة أنحاء المغرب وتلقاه عنه كثير من مستلقي الأفكار منذ أوائل هذا القرن إلى أن توفى منتصفه رحمه الله تعالى) [1] .
أما الفريق الثاني فقد عادى الدعوة وناهضها. ولم يكن الدافع واحداً عند الذين اتخذوا هذا الموقف المعادي والمناهض للدعوة. فبعضهم اتخذه متأثراً بما كان يشيعه أعداء الدعوة عنها من أباطيل وأكاذيب وجهلاً بمبادئها وأهدافها، وبعضهم اتخذه تعصباً لمذهبه في الإعتقاد، وبعضهم اتخذه دفاعاً عن نزعته الصوفية الإبتداعية وانتمائه الطرقي.

[1] انظر، (المعجم) لعبد الحفيظ الفاسي ص 87.
اسم الکتاب : مجلة جامعة أم القرى 19 - 24 المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست