responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقالات موقع الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 380
مستقبل السودان بعد الانفصال
مدثر أحمد إسماعيل
22/ محرم 1342هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
بدأت عجلة الأزمة تتسارع، ويقترب توقيت الاستفتاء على فصل جنوب السودان أو بقائه متحداً، والحقيقة المرَّة التي يعلمها كبار الساسة في السودان أنّ عملية الاستفتاء ما هو إلا تحصيل حاصل [1].
فالجنوب فعلياً منفصلٌ عن حكومة الشمال قبل الاستفتاء وما تملك حكومة الشمال في أرض الجنوب من قطمير لا سياسياً ولا أمنياً ولا عسكرياً ناهيك عن المحافظة على البقية الباقية من تراث المسلمين إن جازت التسمية لما بقي من لون إسلامي أو عروبي بالتراث؟
كما يعلم كبار الساسة وللأسف الشديد أن الوضع في السودان لن يستقر بمجرد انفصال الجنوب، وإنما ستكون هناك بؤر توتر مستمرة بين الشمال والجنوب، وأن تقرير المصير في جنوب السودان لن يكون آخر
تقرير مصير في السودان فهناك دارفور التي يتصاعد فيها الآن الحديث عن العمل المسلح لإسقاط النظام، كما يتصاعد تدريجيا الحديث عن تقرير المصير، وليس دارفور وحدها بل هناك أيضا منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق اللتين تقول بعض القيادات الجنوبية أنَّهما سيلحقان عاجلاً أم آجلاً بالجنوب، باعتبارهما جزءاً من نضاله على حد تعبيرهم [2].
وكم هي الحقائق المرَّة التي يتغافل عنها كبار الساسة ولا يتعاملون حيالها بما يمليه عليهم دينهم إن كانوا بما في دينهم يعلمون أو يعملون!!
فهل يا ترى غاب عن علمهم أنَّ عملية الانفصال سوف تواجهها مجموعة معقدة من التحديات؟ [3] أهمها على سبيل المثال وليس الحصر:
الوجود الإسرائيلي القوي ضمن اللعبة.
فإسرائيل عملت منذ فترة ليست بالقصيرة على استمالة زعماء التمرد في الجنوب ودعمهم وتسليحهم وتدريب العصابات التي يتزعمونها, كما عملت جاهدةً على استمالة حركات التمرد والانفصال في دارفور.

[1] لا يخفي على كل ذي بصر وبصيرة المكر الكبَّار والمؤامرة الظاهرة التي تقودها أمريكا وإسرائيل لتفتيت العالم الإسلامي بما يسمى الشرق الأوسط الجديد، بدءاً بالعراق - كما قرر الكونجرس الأميركي تقسيمه - إلى مناطق ثلاث، كردية في الشمال، وسُنية في الوسط، وشيعية في الجنوب. وهو ما يجري الآن بالنسبة إلى السودان وتقسيمه إلى شمال عربي إسلامي، وجنوب نصراني، وغرب عرقي وشرق قبلي. والخطر زاحف إلى بعض مناطق الخليج العربي لتقسيمه طائفياً ومذهبياً إلى سُنة وشيعة، والخطر يهدد المغرب العربي كله وتقسيمه إلى عرب وبربر!
[2] عبد العزيز الحلو عضو في المكتب السياسي للحركة الشعبية، حذر في حوار مع «الشرق الأوسط»، من أن مصير شمال السودان قد يكون مثل يوغسلافيا حال انفصال الجنوب. (صحيفة الشرق الأوسط - الاثنين 11 جمادى الثاني 1431هـ - 24 مايو 2010 - العدد 11500).
[3] انفصال الجنوب لن يكون في صالح دولة شمال السودان، بل سيكون وبالاً عليها وعلى كل دول الجوار مثل أوغندا وكينيا وإثيوبيا.
وقد صرح السياسي البارز في جنوب السودان، لام أكول، للبي بي سي أنه يعتقد أن الاستقلال عن الشمال سيكون بمثابة كارثة بالنسبة للجنوب. وأضاف أكول "في الوقت الراهن .. وفي ظل وجود الأعمال العدائية في الجنوب والنزاعات بين القبائل، والنزاعات حتى ضمن القبيلة الواحدة، فإن أي دعوة للانفصال ستكون دعوة لصوملة جنوب السودان، وفي الجانب المتعلق بدول الجوار. بينما يُعارض رئيس (تشاد) غير العربي، إدريس ديبي، أيَّ انفصال ٍكهذا باعتباره "كارثة"، ليعلن قائلا: "إنني أقولها بصوت مرتفع: أنا ضد هذا الانفصال؛ لأن انفصال الجنوب السوداني سيفتت السودان ويجعله سابقة سلبية في القارة الإفريقية.
اسم الکتاب : مقالات موقع الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 380
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست