responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقالات موقع الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 299
5 - التأكد من صحتها في نفسها واستقامتها، وانضباطها في مقدماتها ومراحلها, والتحقق من المواقف النقدية التي أقيمت حولها في الأرضية الأصلية.
وأما المادة الثانية: فهي المادة التراثية, وتعد بمثابة المواد الخام التي تطبق عليها تلك المنهجيات والآليات, وهي تتطلب الفحص المعرفي من عد جهات:
1 - البحث في نوع المصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها في الوصول إلى المادة التراثية, والتأكد من قيمتها العلمية.
2 - التحقق من صحة المادة التراثية وسلامتها من الخطأ والتحريف.
3 - التوصل إلى كيفية التعامل مع المادة التراثية وإجراءات العرض لمحتواها.
4 - التثبت من فهم المادة التراثية بشكل صحيح، والإدراك الصحيح لمضمونها الحقيقي المتوافق مع منظومتها المعرفية.
5 - التأكد من استيعاب جميع الشواهد التراثية التي لها ارتباط وعلاقة بموضوع البحث.
وأما المادة الثالثة: فهي النتائج المعرفية التي تم استخلاصها, وهذه المادة تتطلب الفحص من عدة جهات:
1 - مدى اتساق النتيجة مع العقل، واستقامتها مع مبادئه وأصوله الفطرية.
2 - مدى توافق النتيجة مع التاريخ التراثي, واتساقها مع طبيعته ومجرياته ومراحله ومشاهده وتطوراته.
3 - مدى موافقة النتيجة لأصول الشريعة, ومطابقتها لمقتضيات دلالات النصوص الموثوقة.
الخطابات المضادة:
وقد شهد الفكر العربي في المقابل نمواً ظاهراً لخطابات قامت بالفحص المنهجي لتلك المشاريع، ومارست عمليات نقدية هامة كشفت فيها عن الأخطاء المعرفية التي تشربتها, وأظهرت مواطن الخلل الفكري التي استشرت في جسدها, وأثارت حولها تساؤلات منهجية تضرب في الأعماق, وقامت بمساءلة معرفية جادة للمنهجيات والآليات المتبعة فيها, ومارست عمليات تمحيصية علنية لموادها المعرفية ونتائجها الفكرية.
وقد تنوعت تلك الخطابات المضادة, فمنها ما هو متضمن في غيره, سواء كان ذلك الغير مؤلفات بحثية عامة أو مجلات علمية, ومنها ما هو مستقل بنفسه, وهذا النوع منه ما هو خاص بفحص اتجاه أو مشروع محدد, كمثل النقد الذي قام به جورج طرابيشي لمشروع الجابري, أو النقد الذي قام به لنقد مشروع حسن حنفي, وكمثل النقد الذي قام به طيب تيزيني لنقد مشروع الجابري, ومنها ما هو عام يتناول القضايا المنهجية في التعامل مع المشاريع الحداثية بشكل عام.
ويبرز التنوع فيها أيضا من جهة أخرى, فقد اشترك في تلك العملية التمحيصية أطياف مختلفة منهم من يدين بدين الإسلام ومنهم من يدين بدين النصرانية, ومنهم الإسلامي ومنهم العلماني, ومنهم من هو بين بين, فكل هؤلاء جمع بينهم النقد الموجه إلى الخطاب الحداثي المسلط على التراث الإسلامي.
وإبراز تلك الخطابات وتسليط الأضواء على مضامينها من أقوى ما يحدث التوازن الفكري في التعاطي مع تلك المشاريع العملاقة, ومن أصلب ما يؤدي إلى تنمية الوعي النقدي لدى القارئ بشكل ناضج وقوي.
وسنقوم بعرض جملة من تلك الخطابات التي توجهت إلى المشروع الحداثي بالنقد. ولا بد أن ننبه على أن اختيار مؤلف بعينه لا يعني تأييد كل ما جاء فيه من أفكار, ولا يتعرض لاتجاه مؤلفه بمدح أو ذم, وليس القصد من عرضه بيان كل ما تضمنه, ولا عرض لكل أفكاره, ولا مدح لطريقة البحث ومنهجيته ... كل هذه الأمور غير مقصودة .. وإنما المقصود توضيح فكرة الكتاب بشكل مختصر جدا، وإبراز بعض المضامين النقدية التي اشتمل عليها .. حتى يتسنى الاستفادة منه بالقدر المناسب.
الكتاب الأول: إشكالية تأصيل الحداثة في الخطاب النقدي العربي المعاصر, ومؤلفه: عبد الغني بارة.

اسم الکتاب : مقالات موقع الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست