اسم الکتاب : مقالات موقع الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 180
البيان الثاني بشأن الأحداث في سوريا
مجموعة من العلماء والدعاة
الخميس 13 شعبان 1432هـ
الحمد لله والصلاة والسلام على إمام المرسلين وآله وصحبه الغر الميامين, أما بعد:
فإن ما يتعرض له الشعب السوري على يد نظامه من التنكيل والإرهاب بالضرب والسجن والتعذيب والقتل والتمثيل بالأحياء والأموات، وإحراق المساجد والبيوت ونهب الأموال وانتهاك الأعراض، بل وقتل الجنود الذين يمتنعون عن قتل المدنيين الأبرياء .. كل ذلك بلا ذنب إلا أنهم طالبوا سلميا ببعض حقوقهم المشروعة من الحرية والكرامة ورفع المظالم. إن هذا لمن أعظم الظلم الذي يجب الجهر بإنكاره. قال الله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148]، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... )) رواه مسلم، ومن أشنع وأقبح الإثم والعدوان الذي حرّم الله معاونة أهله، بل أوجب مقاومته ورفعه. قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] وهو إجرام لم تعهده الشعوب من حكامها الظلمة، بل ولا من أعدائها المعتدين عليها. فكيف يسع أحداً السكوت على ذلك وقد حرّم الله ما دونه على نفسه وجعله بين الناس محرما!.
وإننا إذ نجدد موقفنا السابق بإدانة هذا الإجرام والاعتداء على الشعب السوري من خلال البيان الذي صدر بتاريخ 5/ 5/1432هـ ونؤكد على الأمور التالية:
1. إن النظام السوري الذي ركب متن حزب البعث ليخفي مرجعيته الباطنية، قد جمع بين كفر وحقد الباطنية والرافضة، وجرائم البعث. فهو فاقد للشرعية في دين الله وفي قوانين البشر.
2. إن هذا الحزب الفاسد قد الحق الأذى بكل من لم يكن خادما تابعا له، حتى ولو كان من طائفته. فيجب عدم تعميم جريرة النظام على أبناء الطائفة. كما يجب فضح مَن يقف في صفوف هذا الحزب، مهما كان انتماؤه العرقي والديني.
3. نؤكد على الطبيعة الدموية والإرهابية لهذا النظام منذ نشأته، ونذكر العالم بأن الجديد هو فضح هذا السلوك القمعي وتعريته أمام العالم في وسائل الإعلام الحديثة.
4. الغرب الصليبي والنظام الرافضي الصفوي كلاهما يدعم النظام السوري ويحميه، ونحن نطالب دول الغرب والشرق أن تكفّ عن حماية هذا النظام المستبد المرفوض شعبيا، وأن تتذكر أن مصالحها هي مع الشعب السوري وليس مع النظام المستبد الزائل.
ونذكر الأمة بأن النظام الرافضي الإيراني وأذنابه سيتخندقون مع النظام ضد الشعب. لأن علاقتهم به علاقة دين ومبدأ. ولن تتخلى إيران عن النظام السوري حتى يتخلى الغرب عن إسرائيل.
5. إن قضية الشعب السوري قضية عادلة فهي منصورة بإذن الله وفق سنته {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39] ولا يزال أمرهم في ظهور حتى يتم الله نعمته عليهم إذا صبروا وأحسنوا. أما النظام الطائفي فقد أعذر الله إليه وأمهله فبغى وأسرف، فهذا أوان هوانه بإذن الله {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. ونحن على يقين أن أحدا لن ينقذه من بأس الله.
اسم الکتاب : مقالات موقع الدرر السنية المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 180