responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 960
ويختلفون في ذلك باختلاف نظرتهم في تجانس الحروف مع بعضها، بما يناسب لهجاتهم، فبعض العرب يقلب الكاف الأعجمية مثلا كافا عربية، وبعضهم يبدلها بالقاف، وبعضهم يجعل مكانها جيما، وبعضهم قد يحولها إلى غين، كل حسب ما يراه سائغا ومستقيما.
ولذا عد بعضهم تعدد اللغات في الكلمة من طرق الحكم عليها بالعجمة.
،،، والثانية: تحويل الكلمات الأعجمية من أبنيتها إلى أبنية العربية، فإن للعجم في كلامهم أبنية وأوزانا تخص ألسنتهم، كما للعرب أبنيتهم التي لا يحيدون عنها.
والعرب في ذلك التحويل مختلفون، قال أبو حيان في (الارتشاف) - ونقله عنه في المزهر: 1/ 219 - : (الأسماء الأعجمية على ثلاثة أقسام:
1 - قسمٌ غيَّرَتْه العربُ وألحَقْته بكلامها، فحُكْمُ أبْنيَته في اعتبار الأصلي والزائد والوَزْن حُكْمُ أبنية الأسماء العربيةِ الوَضْع، نحو: درهم وبَهْرَج.
2 - وقسمٌ غَيَّرته ولم تُلْحِقْه بأبنيةِ كلامِها، فلا يُعْتَبَر فيه ما يُعْتَبَر في القسم الذي قبلَه نحو: آجر وسِفْسِير.
3 - وقسمٌ تركوه غيرَ مغيَّر.
فما لم يُلحِقوه بأبنية كلامهم لم يُعَدّ منها، وما ألحقوه بها عُدّ منها مثال الأول: خُرَاسان لا يثبت به فُعالان ومثال الثاني: خُرَّم ألحق بسُلّم وكُركُم ألحق بقُمقُم) اهـ
وهل الكلمة المعربة يُشتق منها؟
الأصل أن الأعجمية لا يشتق منها، لأنه ليس لها في العربية أصل يرجع إليه فيشتق منه، ولذا كانت جهالة أصل الكلمة من سبل الحكم عليها بالعجمة.
لكن العرب قد تشتق أحيانا من الأعجمي، وهو دال على ليون اللغة العربية واتساعها، مثل اشتقاق الفعل من الهرطقة والسفسطة، فقالوا: هرطق وسفسط، وهي كلمات أعجمية الأصل.
وذكر الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه (المفصل في الألفاظ الفارسية المعربة:1/ 40) أمثلة على ذلك:
منها: قولهم: بهرج الدرهم، وهو مبهرج، وأصله في الفارسية (نبهره) وهو الدرهم الزائف.
ومنها أنهم اشتقوا من (شون بوذ) وهي بالفارسية بمعنى: كيف قال؟ عربوها واشتقوا منها الفعل واسم الفاعل، فقال: شنبذ، وهو مشنبذ.
وقال (ف عبد الرحيم) في مقدمة تحقيق (المعرب من الكلام الأعجمي ـ ص: 26): (وأغرب من هذا أنهم اشتقوا من اسم دخيل مصدرا لا نظير لبنائه في العربية، فاشتقوا من «الهربذ» «الهربذى» قال أبو عبيد: لا نظير لهذا البناء) اهـ
والله تعالى أعلم.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 960
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست