اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 885
مواضع حذف نون الرفع
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[30 - 04 - 2012, 06:27 ص]ـ
حذف نون الرفع على ضربين: واجب وجائز.
فأما الواجب، ففي موضعين:
الأول: إذا سبق الفعل بناصب أو جازم نحو قوله تعالى: ((فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا))، وقوله: ((لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون)).
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[01 - 05 - 2012, 10:26 م]ـ
الموضع الثاني مما الحذف فيه واجب: أن يؤكد الفعلُ بنون التوكيد الثقيلة نحو: ((لتدخلُنَّ المسجدَ الحرامَ))، ونحو: ((لتركبُنَّ طبقًا عن طبقٍ)) في قراءة من ضَمَّ الباء. أصل الأول (لتدخلونَنَّ) حذفتْ نونُ الرفعِ لكراهةِ توالي النونات، فصارت (لتدخلونّ)، فالتقى ساكنان واو الضمير والنون المدغمة، فحذفتِ الواو للتخلص منِ التقاءِ الساكنين ولوجود ما يدلُّ عليها، أعني ضمةَ اللامِ، فصارت (لتدْخُلُنَّ)، والفعل مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفة لكراهة توالي الأمثال.
وهل يلحق بذلك ما اتصلتْ به نونُ التوكيدِ الخفيفةُ أيضًا؟
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[02 - 05 - 2012, 03:47 ص]ـ
((... ملاحظةٌ: ليسَ منَ اللَّازمِ لحذفِ واوِ الجماعةِ في هذِهِ الصُّورةِ وأمثالِها ممَّا يُسْنَدُ فيها المضارعُ الصَّحيحُ الآخرِ لواوِ الجماعةِ، أن تكونَ نونُ التَّوكيدِ مشدَّدة، فمن الجائزِ أن تكونَ مخفَّفة. ومع تخفيفِها تُحذفُ لأجلِها نونُ الرَّفعِ وجوبًا كما تُحذفُ مع المشدَّدةِ، ويترتَّبُ على هذا الحذفِ أن يتلاقَى السَّاكنانِ السَّالفانِ؛ وهما: واو الجماعةِ ونون التَّوكيدِ المخففَّةِ؛ فتُحذفُ واو الجماعةِ هنا، كما حُذِفَتْ هناك.
أمَّا سببُ حذفِ نونِ الرَّفعِ إذا كانتْ نونُ التَّوكيدِ مخفَّفةً فهو اتِّباعُ العربِ في المأثورِ عنهم، ومحاكاتُهم في حذفِها؛ بالرَّغمِ من عَدَمِ اجتماعِ ثلاثِ نوناتٍ في هذِهِ الصُّورةِ)) [النحو الوافي: ج4\ص188]
سؤال:
في حالة نون التوكيد الخفيفة في قولنا: (لتدخلُنْ) المسجد؛ هل يصح أن نثبتها خطا ونحذفها لفظا؟
أم هل نحركها بالكسر: لتدخلُنِ المسجد؟
أم هل نحذفها: لتدخلُ المسجد؛ كقولكم (اضربَ الرجل)؟
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[02 - 05 - 2012, 08:21 م]ـ
بارك الله فيك.
نعم لا خلاف في حذف نون الرفع في هذه الحال وصلاً، فيقال على هذا (هل تخرجُنْ) و (هل تخرجِنْ)، وإنما اختلفوا في الوقف بعد حذف نون التوكيد، فالأكثرون على ردِّ الواوِ والنونِ، فيقال: (هل تخرجونَ) و (هل تخرجينَ)، ويونسُ يبدلها حرفًا من جنسِ الحركة التي قبلها، ولا يرُدُّ النونَ لبقاءِ موجبِ حذفها.
تذييل
أجاز يونس والكوفيون وقوع النون الخفيفة بعد الألف، ويوقف عليها في هذه الحال بإبدالها ألفًا، فيقال في (هل تضربانْ): (هل تضرباا)، وفي (هل تضربنانْ): (هل تضربناا)!
كذا قال ابن مالك في التسهيل، ينظر شرح ناظر الجيش على التسهيل (3948) وما بعدها.
أم هل نحذفها: لتدخلُ المسجد؛ كقولكم (اضربَ الرجل)؟ نعم تحذف أيضًا، قال ابن مالك:
واحذفْ خفيفةً لساكنٍ رَدِفْ
هذا إذا وقعت النون بعد فتح أو ضم أو كسر، وأما إن وقعت بعد الألف كما هو رأي يونس، ففيه مذهبان. قال أبو حيان في التذييل والتكميل: (فإن لقيت الخفيفة بعد ألف الاثنين أو نون الجمع-على مذهب يونس-ساكنًا نحو (اضربانْ) و (اضربنان)، أبدل يونس النونَ همزةً، وفتحها، فيقول: (اضرباءَ الرجلَ يا رجلان)، و (اضربناءَ الرجلَ يا نساءُ)، قال سيبويهِ: هذا لم تقله العرب، والقياسُ (اضربَ الرجلَ) فحذفت النون لالتقاء الساكنين، وتحذف الألف لالتقائها مع الساكن الذي حذف النون، فيصير في اللفظ بغير ألف) اهـ نقلا عن شرح ناظر الجيش على التسهيل (3950).
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[04 - 05 - 2012, 06:12 ص]ـ
وأما الحذف الجائز، ففي موضعين أيضًا:
الأول: إذا لحقتِ الفعلَ نونُ الوقاية، وحينئذٍ تجتمِعُ نونانِ نونُ الرفعِ ونونُ الوقايةِ نحو (تكرمانني) و (تكرمونني)، فيجوز في مثلِ هذا ثلاثُ لغاتٍ: أولاهن: الفك نحو: ((أتعدانِنِي))، والثانية: الإدغام نحو: ((أتحاجونِّي))، والثالثة: النطق بنون واحدة، ومنه قراءة نافع: ((أفغير الله تأمروني)) بنون خفيفة وفتح الياء، قال ابن هشام في المغني: (ونحو ((تأمُرونني)) يجوز فيه الفك والإدغام والنطق بنون واحدة، وقد قرئ بهن في السبع، وعلى الأخيرة فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل: نون الوقاية، وهو الصحيح.)
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[04 - 05 - 2012, 04:08 م]ـ
جزاكم اللهُ خيرًا.
أتحاجُّونِّي: هنا التقى ساكنان الواو والنون الأولى، لذا كان لا بدَّ من المدِّ؛ ليكون كالفاصل بين السَّاكنَين ...
ـ[محمد بن إبراهيم]ــــــــ[05 - 05 - 2012, 05:52 ص]ـ
الثاني: في ضرورة الشعر، فيجوز للشاعر أن يحذف نون الرفع لغير نصب ولا جزم ولا شيءٍ مما مضى، ومن ذلك قول أيمنَ بنِ خُرَيم:
وإذ يغصبوا الناسَ أموالهم * إذا ملكوهم ولم يغصبوا
وقول الآخر:
أبيتُ أسري وتبيتي تدلكي * وجهَكِ بالعنبرِ والمسكِ الذكي
قال ابن عصفور في الضرائر: {ولا يحفظ شيءٌ من ذلك في الكلامِ إلا ما جاء في حديث خرجه مسلم في قتلى بدر حين قام عليهم رسول اللهصلى الله عليه وسلمفناداهم ... الحديث، فسمع عمررضي الله عنهقول النبيصلى الله عليه وسلم، فقال: {يا رسول اللهصلى الله عليه وسلم: كيف يسمعوا، وأنى يجيبوا، وقد جيفوا} فحذف النون من (يسمعون) و (يجيبون)}
¥
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 885