responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 878
2. ومن ذلك أيضا ما سمعه أبو الأسود الدُّؤلي من قاريء يقرأ قوله تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولِهُ ...)،بجرِّ (رَسُولِهِ)؛ففزِعَ من ذلك أبو الأسود، وخافَ على نضرة تلك اللّغة من الذبول وشبابها من الهرم وجمالها من التّشويه. وكاد ينتشرُ هذا الشَّبَحُ المخيفُ مع أنّ ذلك كان في مُبتَدَإ الدّولة الإسلاميّة، والقوم تزيد علاقتهم بالعجم كلّ يوم؛ فأدرك الإمامَ عليًّا، وتداركَ الأمرَ بأن وضعَ له تقسيم "الكلمة"،وأبواب "إنّ وأخواتها"،والإضافة، والإمالة، والتّعجُّب والاستفهام، وغيرَها، وقال لأبي الأسود الدُّؤليّ:"انحُ هذا النّحوَ"؛ومنه جاءَ اسمُ هذا الفنّ. فأخذه أبو الأسود، وزادَ عليه أبوابًا أُخَر إلى أن حصلَ عنده ما فيه الكفاية. ثمّ أخذه عن أبي الأسود نفرٌ منهم: ميمون الأقرن، ثمّ خلفَهم جماعةٌ منهم: أبو عَمرو بن العَلاء، ثمّ بعدهم الخليلُ بن أحمد الفراهيدي، ثمّ سيبويه، والكِسائيّ، ثمّ سار النّاسُ فريقين بصريّ وكوفي. وما زالوا يتداولون هذا العلم، ويُحكمون تدوينه هذا العلم حتّى الآن؛ فجزاهم الله أحسن الجزاء).
تعريف النّحو: لغة: له معان كثيرة أهمّها:
• القصد والجهة نحو: نحوتُ إلى بيت الله الحرام، أي قصدت، واتّجهت.
• المقدار نحو: عندي نحو ألف دينار، أي مقدار ألف دينار.
• المِثل والشّبه نحو: محمد نحو زيدٍ، أي مثله، وشبهه.
اصطلاحا: قواعدُ يُعرَفُ بها أحوالُ أواخرِ الكلِماتِ العربيّة الّتي حصلتْ بتركيبِ بعضِها مع بعضٍ من إعرابٍ وبناء.
الكلام وأقسامه:
قال ابن آجرُّوم: (الكلامُ هو اللّفظُ المركَّبُ المفيدُ بالوضعِ، وأقسامُه ثلاثةٌ: اسمٌ، وفعلٌ، وحرفٌ جاءَ لِمعنى. فالاسمُ يُعرَفُ:
بالخفض، والتّنوين، ودخول الألف واللاّم، وحروف الخفض وهي: مِن، وإلى، وعن، وعلى، وفي، ورُبّ، والباء، والكاف، والل اّم.
وحروفُ القسم وهي: الواو، والباء، والتّاء. والفعلُ يُعرف بقَدْ، والسّين، وسوف، وتاء التّأنيث السّاكنة. والحرفُ مالا يَصلُحُ معه
دليلُ الاسم، ولا دليل الفعل).
الشّرح:
الكلام لغةً هو القولُ، واحده كلمة، وهي اللّفظ المفرَدُ الدّالُّ على معنًى، والمرادُ بالمفردِ ما يُتلفّظُ به مرّة واحدةً وإن دلَّ على
متعدِّدٍ كرجلٍ ورجالٍ.
الكلام اصطلاحا: هو اللّفظُ المُرَكَّبُ المفيدُ بالوَضْعِ.
شرح التّعريف:
اللّفظ: هو الصّوتُ المشتمِلُ على بعض الحروف الهِجائيّة تَحقيقًا كمحمّد، أو تقديرًا كالضّمائر المُستَتِرَة نحو: (هو) في قولك:
اِستَمَعَ الدّرسَ.
المُرَكَّب: هو ما تَركّبَ مِن اسمين، أو اسمٍ وفعلٍ، أو فعلٍ واسمٍ.
المفيد: ما أفادَ فائدةً يَحسُنُ السّكوتُ عنها.
الوَضْع: أي القَصد، وهو أن يَقصِدَ المُتكلِّمُ بما يَلفِظُ به ممّا وَضعتْهُ العربُ إفادةَ السّامع.
هذه قيودٌ أربعةٌ متى وُجدتْ وُجدَ الكلامُ النّحويّ، وحيث انتفتْ كلُّها، أو واحد منها انتفى الكلامُ النّحويّ.
ملحوظة: قد تُستعمَلُ الكلمةُ ويُرادُ بها الكلام نحو: كلمةُ الإخلاص (لا إله إلاّ الله)،ونحو: ألقى المحاضِرُ كلمةً رائعةً.
وهذا استعمالٌ عربيّ فصيحٌ، يَندرِجُ في باب تسمية الشّيء باسم جُزئه، أو إطلاق الجزء وإرادة الكلّ ضمن مباحث علم فقه
اللُّغة. قال الشاعر: أُعَلِّمُهُ الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ * فلمّا اِسْتَدَّ ساعدُهُ رَماني
وكمْ عَلّمتْهُ نظمَ القَوافي * فلمّا قالَ قافيةً هَجاني
ونحو قوله ?: (أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ) * وكلُّ نعيمٍ لا مَحالَةَ زائِلُ
أقسام الكلام:
ينقسم الكلامُ في اصطلاح النُّحاةِ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: اسمٌ، وفعلٌ، وحرفٌ.
أ - الاسم: لغة: هو ما دلَّ على مُسَمًّى مُطلَقًا.
اصطلاحا: كلمةٌ دلَّتْ على معنًى في نفسِها غيرُ مقترنةٍ بزَمان.
وينقسم الاسم إلى ثلاثة أقسام: ظاهرٌ، ومُضمَرٌ، ومُبهَمٌ.
أ - الاسم الظاهر: نحو محمّد – مسجد.
ب - الاسم المُضمَر: نحو: أنا – أنتَ - هو ... أي الضّمائر.
ت - الاسم المُبْهَم: نحو: الّذي – هذا. أي الأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة.
علامات الاسم:
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 878
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست