اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 870
هل تنون (بكر) في قولهم: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة)؟
ـ[يوسف أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 08:49 م]ـ
البسملة1
عند القراءة من صحيح مسلم تذكر كثير من الأسماء في الإسناد قبل نسبتها إلى أبيها فتشكل على قراءتها، أبالتنوين أم بغيره
مثال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
هل تقرأ بالتنوين وتكسر آخر حركة للتخلص من التقاء الساكنين؟ فنقرأها عروضيا: (حدثنا أبو بكرِنِ بْنُ أبي شيبة)
أو نزيل التنوين فتقرأ: (حدثنا أبو بكرِ بْنُ أبي شيبة)
كذلك (محمد بن عبد الله) تقرأ (محمْمَدُنِ بْنُ عبد الله) أو (محمَّدُ بن عبد الله)؟
ـ[عائشة]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 09:38 م]ـ
يقولُ ابنُ جِنِّيْ -رحمه الله- في «سر صناعة الإعراب 2/ 525»:
(وممَّا حذفوا فيه التَّنوين: أن يكونَ (ابن) وصفًا لعَلَمٍ، أو كنيةٍ، أو لقبٍ، مُضافًا إلى عَلَمٍ، أو كنيةٍ، أو لقبٍ؛ فإنَّ التَّنوينَ يُحْذَفُ من الاسمِ الأوَّلِ؛ لكثرةِ الاستعمالِ، ولالتقاءِ السَّاكِنَيْنِ) انتهى.
ويقولُ في عِلَّةِ حَذْفِ ألفِ (ابن) إذا وَقَعَ صفةً [«سر صناعة الإعراب 2/ 528»]:
(وذلك أنَّ العِلَّة التي لأجلها تُحذَفُ الألفُ من أوَّلِ (ابن): إنَّما هي اختلاطُه بما قبلَه، واستغناؤهم عن فَصْلِهِ منه، وابتدائهم به منفردًا عنه؛ فلم تكن به حاجةٌ إلى الألفِ؛ الَّتي إنَّما دَخَلَتْ للابتداءِ لَمَّا تعذَّرَ ابتداؤُهم بالسَّاكنِ).
ثُمَّ قالَ:
(فحَذْفُ التَّنوينِ إنَّما هو لأنَّهم جَعَلوا الاسمينِ كالاسمِ الواحدِ، وإذا كان الأمْرُ كذلك؛ لَمْ يلزمِ الابتداءُ بـ (ابن)، فيحتاج إلى الألفِ؛ فسبيلُها -إذن- أن تُحذَفَ خَطَّا لَمَّا استُغْنِيَ عنها لفظًا) انتهى.
ـ[الأديب النجدي]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 09:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
لكن بكراً هنا ليسَ ولداً مباشراً لأبي شيبةَ، بل أبوه هو ولد أبي شيبةَ، أليس في مثل هذا تُثبتُ ألف (ابن) ويثبت (التنوين.
قال ابنُ جنِّي -رحمه الله- في «سرِّ صناعة الإعراب 2/ 527، 528»:
(فأمَّا ما يذهب إليهِ الكُتَّابُ المحدثونَ مِن إثباتِ الألفِ خَطًّا في (ابن) إذا تقدَّمَتْ هناك كُنْيةٌ أو تأخَّرَتْ، وكَتْبهم: رأيتُ أبا بكر ابن زيدٍ، ومررت بجعفر ابن أبي عليّ، وكلَّمني أبو محمَّد ابن أبي سعيدٍ، بألفٍ في (ابن) = فمردودٌ عند العُلَماءِ على قياس مذاهبِهم؛ وذلك أنَّ العِلَّة التي لأجلها تُحذَفُ الألفُ من أوَّلِ (ابن): إنَّما هي اختلاطُه بما قبلَه، واستغناؤهم عن فَصْلِهِ منه، وابتدائهم به منفردًا عنه؛ فلم تكن به حاجةٌ إلى الألفِ؛ الَّتي إنَّما دَخَلَتْ للابتداءِ لَمَّا تعذَّرَ ابتداؤُهم بالسَّاكنِ، وهذه العلَّةُ -أيضًا- موجودةٌ مع الكُنْيةِ؛ ألا ترى إلى قول الفرزدقِ في أبي عمرو بن العلاءِ:
ما زِلتُ أفتحُ أبوابًا وأُغلِقُها * حتَّى أتيتُ أبا عَمْرِو بنَ عَمَّارِ
وقول الآخَر:
فلم أَجْبُنْ ولَمْ أَنكُلْ ولكن * يَمَمْتُ بِها أبَا صَخْرِ بنَ عَمْرِو
فحَذْفُ التَّنوينِ إنَّما هو لأنَّهم جَعَلوا الاسمينِ كالاسمِ الواحدِ، وإذا كان الأمْرُ كذلك؛ لَمْ يلزمِ الابتداءُ بـ (ابن)، فيحتاج إلى الألفِ؛ فسبيلُها -إذن- أن تُحذَفَ خَطَّا لَمَّا استُغْنِيَ عنها لفظًا) انتهى.
وقال السيوطيُّ -رحمه الله- في " الهمع " (6/ 316):
(وتُحْذَفُ همزةُ الوَصْلِ في مواضع)
وذَكَرَ مِنها (6/ 318، 319):
(الخامس: من (ابن) الواقع بينَ علَمَيْنِ، صفةً، مُفرَدًا، سواءً كانا اسمَيْنِ، أم كُنْيَتَيْنِ، أم لَقَبَيْنِ، أم مُختَلِفَيْنِ؛ نحو: هذا زيد بن عَمرو، هذا أبو بكر بن أبي عبد الله، وهذا بطَّة بن قُفَّة، ويتصوَّر من المختلفَيْنِ سِتَّةُ أمثلةٍ. وحَكَى أبو الفتح عن متأخِّري الكُتَّاب: أنَّهم لا يحذفونَ الألف مع الكُنيةِ، تقدّمَتْ أو تأخَّرَتْ. قال: وهو مردود عند العُلماءِ علَى قياسِ مذهبِهم؛ لأنَّ حذفَ التَّنوينِ معَ المكنَّى كحذفهِ مع الأسماءِ؛ وإنَّما هو لجعل الاسمين اسمًا واحِدًا؛ فحُذِفَتِ الألف؛ لأنّه توسّط الكلمة. اهـ.
وقال أبو حيَّان: الألِفُ تُحذَفُ مِنَ الخطِّ في كُلِّ موضعٍ يُحْذَفُ منه التَّنوينُ، وهو يُحذَفُ مع المكنَّى مثل ما يُحذَفُ مع الأسماءِ الأعلام؛ قال:
فَلَمْ أجبُنْ ولَم أنكل ولكن * يَمَمْتُ بها أبا صَخْرِ بْنَ عَمرو) انتهى.
وقد سبق السؤالُ عن هذا:
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=619