responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 868
القلب المعنوي في اللغة العربية
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[09 - 05 - 2012, 09:51 م]ـ
(1) صحيح البخاري وشرحه
حَدَّثَنَا سَعِيدُبْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِشِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي فِيالْجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ. فَقُلْتُ: لِمَنْهَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا. فَبَكَى عُمَرُ وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَاللَّهِ!
فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني
وَقَوْله: "أَعَلَيْك أَغَارَ" مَعْدُودمِنْ الْقَلْب, وَالْأَصْل "أَعْلَيْهَا أَغَارَ مِنْك؟ "
(2) حاشية الصبان
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الحجر: 45، الذاريات: 15]، حقيقية بالنسبة إلى الجنات مجازية بالنسبة إلى العيون، فيلزم استعمال كلمة "في" حقيقة ومجازًا، فماوجهه عند مانع ذلك؟ أجيب بأنه يجعل من عموم المجاز بجعل "في" مستعملة في ظرفيةمجازية تناسبهما، وهي مطلق الملابسة. ومن المكانية الحقيقية أدخلت الخاتم في أصبعي، والقلنسوة في رأسي إلا أن فيهما قلبًا؛ لأنه لما كان المناسب نقل المظروف للظرفوالأمر هنا بالعكس قلبوا الكلام رعاية لهذا الاعتبار. ونظيرهما في القلب عرضت الناقة على الحوض؛ لأن المعروض ليس له اختيار، وإنما الاختيار للمعروض عليه فقديقبل وقد يرد. لكن لما كان المناسب أن يؤتى بالمعروض عند المعروض عليه، والأمر هنابالعكس قلبوا الكلام رعاية لهذا الاعتبار، وقيل: المقلوب عرضت الحوض على الناقة، وقيل: لا قلب في واحد منهما.
(2) "اللباب في علوم الكتاب" لأبي حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي
أ-قوله: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) مبتدأ وخبر، وسوَّغَ الابتداء بالنكرة العموم والإضافة.
والجمهور على "ذَائِقَةٌ المَوْتَ" بالتنوين والنَّصْب في "الْمَوْتِ" على الأصل. وقرأ الأعمشُبعدم التنوين ونَصْب "الْمَوْت" وذلك على حَذْف التنوين؛ لالتقاء الساكنين وإرادتهوهو كقول الشاعرِ [المتقارب]:
1704 - فأَلْقَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتَبٍ * وَلاَ ذَاكِرَ اللهَ إلاَّقَلِيلا
بنصب الجلالة، وقراءة مَنْ قرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ اللَّهُ) [الإخلاص: 1، 2] بحذف التنوين من" أحَدٌ" لالتقاءالساكنين.
[ونقل] أبو البقاء فيها قراءةً غريبةً، وتخريجاًغريباً، قال: "وتقرأ شاذاً - أيضاً - ذَائِقُهُ الْمَوْتُ على جعل الهاء ضمير "كل" على اللفظ، وهو مبتدأ وخبرٌ، وإذا صحت هذه قراءةٌ فتكون "كل" مبتدأ، و"ذَائِقُة" خبر مقدَّم، و"الْمَوْتُ" مبتدأ مؤخرٌ، والجملة خبر "كُلّ" وأضيف "ذائق" إلى ضمير "كل" باعتبار لفظها، ويكون هذا من باب القلب في الكلام؛ لأن النفس هي التي تذوقالموت وليس الموت يذوقها، وهنا جعل الموت هو الذي يذوق النفس قَلْباً للكلامِ؛ لفهمالمعنى، كقولهم: عَرَضْتُ الناقة على الحوض. ومنه قوله: (وَيَوْمَ يُعْرَضُالَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى النَّارِ) [الأحقاف: 34]. وقولك: أدخلت القلنسوة فيرأسي.
وقول الشَّاعرِ [البسيط]:
1705 - مِثْلُ القَنَافِذِ هَدَّاجُونَ قَدْ بَلَغَتْ* نَجْرَانَ، أوْ بَلَغَتْ سَوْآتِهِمْ هَجَرُ
الأصل: عرضت الحوض على الناقة، ويوم تُعْرَض النار على الذين كفروا، وأدخلت رأسي في القلنسوة، وبلغتسوآتهم هَجَرَ، فقلبت.
وكان أبو البقاء قدقَدَّم قبل هذا التأنيث في "ذائقة" إنما هو باعتبار معنى "كلٍّ" قال: لأن كل نفسنفوس، فلو ذكر على لفظ "كل" جاز، يعني أنه لو قيل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ) جاز، وقد تَقَدَّمَ أول البقرة أنه يجب [اعتبار] لفظ ما يُضافُ إليه إذا كان نكرة ولايجوز أن يعتبر "كل".

¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 868
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست