responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 83
دعوة إلى التسامح اللغوي
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[01 - 05 - 2014, 11:19 ص]ـ
دعوة إلى التسامح اللغوي
المستويات اللغوية

هذه ليست دعوة إلى الإباحية اللغوية، وهي في نفس الوقت دعوة إلى عدم التشدُّد في كل صغيرة وكبيرة، وإلى عدم التسرع في إصدار الأحكام على الكلام بالخطأ إلا عند انهيار جدار المعنى، فالجملتان "أكرمَ زيدٍ عمرا " أو أكرم زيد عمروٍ جملتان من المسقيم القبيح، لأن جدار المعنى مال قليلا، حيث تسامحتُ في علامة أمن اللبس للفاعل، إلا أن المعنى مفهوم، و"زيد" لا يمكن إلا أن يكون فاعلا وعمرو لا يمكن أن يكون إلا مفعولا بفعل علاقة الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب، والعرب تقول: مررت بصحيفةٍ طينٍ خاتمُها، والأصل هو "طينٌ خاتمُها"ومررت بسرج ٍ خزٍّ صفتُه، والأصل هو "خزٌّ صفَّتُه"ومررت برجلٍ فضةٍ حليةُ سيفِه والأصل هو"فضَّةٌ حليةُ سيفِه"،وتقول: ليت زيدا منطلق وعمرو، والأصل هو " ليت زيدا منطلق وعمرا" وتقول: ما شأنُك وعمرو، والأصل هو " ما شأنُكَ وعمرا "ويقولون: هذا جحرُ ضبٍّ خربٍ، والأصل هو " هذا جحرُ ضبٍّ خربٌ " ولم يخطئهم سيبويه "شيخ البصريين" بل اعتبر كلامهم من المستقيم غير الحسن (القبيح) ومن هنا فلا تجوز تخطئة العربي إلا إذا أخطأ أوألبس أو تناقض، أو انهارجدار المعنى في كلامه، ولم يعد المعنى صحيحا، بحيث تنتفي المهمة التي وُجدت من أجلها اللغة وهي الإفهام والتفاهم، والتواصل، كقولنا: أكرم زيدٌ عمرو أو أكرم زيدا عمرا أو كقراءة: إن الله بريء من المشركين ورسولِه .......... إلخ.
كما تقول العرب: خرق الثوبُ المسمارَ، حيث رفعوا المفعول ونصبوا الفاعل عندما ظهر المعنى، لأن الثوبَ لا يمكن أن يكون إلامخروقا، والمسمار لا يمكن أن يكون إلاخارقا، ولهذا تسامحوا في علامة أمن اللبس عند ظهور المعنى كما قالوا: أدخلت في رأسي القلنسوة، ومع أنّ الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب يقتضي أن يقال: أدخلت رأسي في القلنسوة، إلا أن المعنى مفهوم وواضح داخل التركيب رغم تداخل الرتب، ودون حاجة المتكلم إلى تعليق الكلام بعضه ببعض على الوجه الصحيح، فالمعنى واضح ومفهوم رغم تداخل العلاقات المعنوية، لأن الرأس لا يمكن أن يكون إلا مدخَلا، والقلنسوة مدخلا فيها، ومن هنا تساهلوا في خرق معيار منزلة المعنى والاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب، فأهم شيء هو وضوح المعنى والبعد عن اللبس والتناقض، ومن هنا فالإنسان يتثقف لغويا ويتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست