اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 802
ماذا يعني السماع والتحديث؟
ـ[راما مهند]ــــــــ[28 - 05 - 2012, 02:12 ص]ـ
ورد في كتب القدماء سمع فلان عن فلان،
وورد أيضا حدث فلان عن فلان
فهل السماع والتحديث يعني أن أخدهما تلميذ للآخر؟
وهل عندما يقول المؤلف أجزت فلانا فهل هذا يعني أن فلان أصبح تلميذا للمؤلف
أرجو الوضوح في الإجابة
ـ[طالب من طلابكم]ــــــــ[31 - 05 - 2012, 01:06 ص]ـ
ورد في كتب القدماء سمع فلان عن فلان،
وورد أيضا حدث فلان عن فلان
فهل السماع والتحديث يعني أن أخدهما تلميذ للآخر؟
نعم يدل على أنه من شيوخه ولو في هذا المسموع وحده فبه تحصل التلمذة
وهل عندما يقول المؤلف أجزت فلانا فهل هذا يعني أن فلان أصبح تلميذا للمؤلف
لا يقتضي كونه شيخا له إلا بالإجازة هذا عند من يجيزها لأن الإجازة ضرورة في الغالب فإذا أمكن السماع فينبغي على الراوي التوجه إليه وعدم تخطيه إلى الإجازة لأنه بالسماع يكون تلميذا قد لقي الشيخ وأخذ عنه أما بالإجازة فيجوز أن يروي هذا الذي أجازه فيه ويعمل به ولكن التلمذة تثبت بشيء آخر لأنه قد يجيزه وهو لم يره قط ...
لذلك يقولون فرارا من هذا اللبس فيمن أجازه من لم يسمع منه: شيخه بالإجازة
أرجو الوضوح في الإجابة
والسماع والتحديث تقريبا في مرتبة وهي أولى مراتب التحمل الثمانية وأعلاها قال في طلعة الأنوار:
أولها السماع من شيخ وقلْ ** حدّثنا سمعت أنبأ نُقِلْ
فالسماع أول أقسام التحمل ويقول الراوي إذا أراد أداء ما سمع: حدثني فلان أو سمعت فلانا أو أنبأني فلان وما شابهها من ألفاظ تدل على سماعه مباشرة لهذا الشيء من شيخه
أما الإجازة فالجمهور على جواز العمل بها وصحة الرواية بها قال في طلعة الأنوار أيضا:
ثم على جوازها والعملِ ** بها جماهير الرعيل الأولِ
ولكن اشترط مالك وغيره لها شروطا فلا تصح عندهم إلا من شخص فاهم للمجاز به لشخص من أهل العلم به أيضا
ولذلك صححوا أنها لا تجوز لزيد ومن سيولد له وكل ما يشتمل على مجهول قال أيضا في طلعة الأنوار:
تجي لمن عيِّن في معيَّن ** نحو أجزتكم كتاب السنن
إلى أن قال:
وما لمجهول حوت فلا تصحْ ** حيث الذي أريد غير متضحْ
وما لزيد والذي سيولدُ ** له فذي امتناعها مؤيدُ
إلى أن قال:
تقبل من شيخ يرى ذا فهم ** وفرعه من اهل ذاك العلم
وكونها لماهر صناعهْ ** في ظاهر بعضهمُ أشاعهْ
والعلم الاجمالي لدى بعض كفى ** فقلما يوجد للشرط انتفا
أشار بالبيتين الأخيرة إلى مذهب ابن عبد البر وابن سيد الناس في الإجازة فابن عبد البر يشترط شرطين أحدهما في المجيز وهو كونه ماهرا بها صناعة والشرط الثاني في المجاز به وهو كونه ظاهرا معروفا كصحيح البخاري مثلا
وأما ابن سيد الناس فقال إن أقل مراتب المجيز أن يكون عالما بمعنى الإجازة العلم الإجمالي من أنه روى شيئا وأن معنى إجازته لذلك الغير في رواية ذلك الشيء عنه بطريق الإجازة لا العلم التفصيلي بما روى أو بما يتعلق بأحكام الإجازة وهذه المرتبة إن انحط عنها راو في الفهم فليس أهلا للإجازة
وينظر في هذا الموضوع رفع الأستار عن مخدرات طلعة الأنوار ص 133 - 137
وأرجو أن تستفيدوا من هذا التطفل وأن يقيض الله من طلبة العلم من يشفي الغليل
والله أعلم
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 802