responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 76
وتترتب المفاعيل في الجملة الفعلية بناءً على منزلة المفعول من الفعل، حيث تتقدم المفاعيل نحوه بالرتبة (المنزلة) وذلك بحسب قوة العلاقة المعنوية بين المبني عليه والمفعول, وهذا الموضوع وإن كان من الأمورالمختلف عليها بين النحاة إلاّ أنهم متفقون على أن المؤثر في عملية الترتيب هي منزلة المبني من المبني عليه، أو قوة العلاقة المعنوية بينهما، والرتبة غير محفوظة،فهي على سبيل الأولوية وليست على سبيل الإلزام،
فالرضي يرتبها كالتالي:
فعل+فاعل+مصدر+مفعول به+ظرف زمان+ظرف مكان +مفعول له +مفعول معه.
أما الأشموني فيرى الترتيب على الشكل التالي:
فعل+فاعل+مصدر+مفعول به+مفعول لأجله +ظرف زمان +ظرف مكان+مفعول معه.
أما الصبان فيقول في حاشيته على شرح الأشموني: قال الفارضي: إذا اجتمعت المفاعيل قدم المفعول المطلق ثم المفعول به الذي تعدى إليه العامل بنفسه ثم الذي تعدى إليه بواسطة الحرف ثم المفعول فيه الزماني والمكاني ثم المفعول له ثم المفعول معه مثال ذلك:ضربت ضربا زيدا بسوط نهارا هنا تأديبا له وطلوع الشمس،والظاهر أن هذا أولى لا واجب.
وقد رتبها د.تمام حسان على النحو التالي:
" فعل + فاعل + مفعول به + مفعول معه + مفعول مطلق + ظرف زمان + مكان + مفعول له،
كقولنا: ضربت زيداً وطلوعَ الشمسِ ضرباً شديداً يومَ الجمعةِ في دارِهِ تأديباً له " (1).
ولعل ترتيب الدكتور تمام حسان هو الأقرب إلى الصواب, فالفعل يتقدم بكونه المبني عليه الذي يتركب عليه الكلام, والفاعل يتقدم على المفعول لأنه لا بد للفعل من فاعل ولا يستغني عنه, فحاجة الفعل للفاعل أشد من حاجته للمفعول " كما أن الفعل حركة الفاعل والحركة لا تنفك عن محلها" (2). فالفاعل أقرب إلى الفعل من غيره لأنه صادر عنه, كما أن الفاعل هو المخبر عنه وهو أولى من غيره بهذا الخبر, ولهذا عندما يذكر الفعل يتبادر إلى الأذهان أولاً معرفة الفاعل لأن الفعل مرتبط بفاعل يقوم به. كما أن كثافة المعلومات التي ينقلها لفظ الفاعل أكثر من غيره, فذكره مفيد للمخاطب. ودلالة الفعل عليه قوية جداً ولذلك تقدم على المفاعيل, وقد يكون الفعل بلا مفاعيل.
وتقديم المفعول به" لأن طلب الفعل الرافع للفاعل له أشد من طلبه لغيره, والفعل يحتاج إلى محل يقع فيه" (3).
----------------------------------------------------
1 - تمام حسان - البيان في روائع القرآن، ص 378.
2 - السهيلي - نتائج الفكر، ص 67.
3 - الرضي - شرح الكافية، ج1، ص 219.
----------------------------------------------------
ولأنه متعلِّق بأحكام المرفوعات من جهة رفعه إذا ناب عن الفاعل, ومن جهة حصول الفائدة به كحصولها بالفاعل على الجملة, ومن أجل أن الفعل يقتضيه بمعناه كما يقتضي الفاعل" (1). فإذا قلنا: ضرب زيدٌ فأول ما يتبادَرُ إلى ذهن المخاطب السؤال عن المفعول به فالفعل يصدر من الفاعل ثم يقع على المفعول. فالفعل بعد الفاعل يحتاج إلى المفعول ودلالته عليه قوية وذكره أهم وأكثر إفادة من غيره.
وتقديم المفعول معه, لأنه الفاعل أو المفعول من جهة المعنى, فعندما نقول جاء زيد وطلوع الشمس. فطلوع الشمس فاعل من جهة المعنى وهو مصاحب لفعل المجيء يقول ابن هشام " لبعض المفاعيل الأصالة في التقديم على بعض إما بكونه مبتدأ في الأصل أو فاعلاً في المعنى أو مسرَّحاً لفظاً أوتقديراً والآخر مقيد (2)
وتأخيره للمصدر عن المفعول به عين الصواب, فصحيح أن الفعل له دلالة قوية على المصدر, إلاّ أنه يجب أن لا ننسى أن ذكره غير مفيد أو أن حاجة الفعل إليه ليست قوية فتأخيره أفضل من تقديمه "وذلك لأن ذكر الفعل مغنٍ عنه (3)،وتقديمه للمصدر على الظرف, لأن دلالة الفعل على المصدر أقوى من دلالته على الظرف, " (4). وتقديمه للظرف " لأنه لا بد للفعل من زمان ومكان يكون فيهما" (5) , ولأن الفعل إنما اختلفت أَبنيته للزمان, وهو مضارع له من أجل أن

---------------------------------------------------
1 - الشاطبي - المقاصد الشافية،ج1،ص212.
2 - ابن هشام - أوضح المسالك، ج 2، ص 183 - 184.
3 - السهيلي - نتائج الفكر، ص 387.
4 - ابن أبي الربيع - البسيط في شرح جمل الزجاجي، ج1،ص 507.
5 - ابن عصفور - شرح جمل الزجاجي،ج1،ص324.
----------------------------------------------------
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست