اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 716
وجاء في مجلة جامعة أم القرى: اختلف سيبويه والخليل في الاسم الثلاثي المهموز اللام، إذا كانت عينه واوا أو ياء، وذلك نحو: ساء يسوء، وناء ينوء، وجاء يجيئ، وشاء يشاء، إذا بنيت منها اسم الفاعل فإنك تقول: ساءٍ، وناءٍ، وجاءٍ، وشاءٍ. فهو كاسم الفاعل من "قام" وأمثاله، في أنك إذا أبدلت من العين همزة، قلت "قائم"، إلا أن اسم الفاعل من "جاء" يخالف اسم الفاعل من "قام" في أنه إذا أبدلت عينه همزة، التقت همزتان، الأولى: بدل من عين الكلمة، والثانية: هي لام الفعل، فأبدلت الهمزة الثانية ياء، لكسر ماقبلها؛ لأنه لايلتقي همزتان في كلمة إلا لزم الآخرة منهما البدل، فتصير: "جائي"، ثم صارت: جاءٍ، عوملت معاملة: قاض؛ ومثلها: ساءٍ، وناءٍ، وشاءٍ؛ وهذا مذهب سيبويه في أنه غير مقلوب، ووزنه "فاعل".
أما مذهب الخليل فإنه يقلب اللام في موضع العين، فلم تلتق همزتان، فأصل "جاء" في مذهبه: جايئ، ثم قلب فصار: جائي، فالهمزة التي تلي الألف، إنما هي لام الفعل التي لم تزل همزة قدمت على عين الفعل التي كانت تهمز للاعتلال إذا كانت إلى جانب الألف، ثم صارت: جاءٍ، بمنزلة: قاضٍ، ووزنه – عنده – "فالع، ثم فالٍ".
قال زُهير:
بَدَا ليَ أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضى ... ولا سَابقٍ شَيْئاً إذا كانَ جائيا
وقال فتيان بن علي الأسدي الشاغوري (533 - 615 هـ / 1139 - 1218 م):
تَستَوقِفُ الأَبصارَ بِالفُسقارِ صو ... رَةُ وَجهِهِ مِن رائِحٍ أَو جائي
وقال ابن أبي الحديد (586 - 656 هـ / 1190 - 1258 م):
والعود معروض على الإناءِ ... يعرُض بالضم فحسبُ جائي
وجاء في القاموس المحيط باب اللام: إمَّا من صَيِّفٍ وإما من خَريفٍ. وتَرِدُ لمَعَانٍ: للشَّكِّ، كجاءَني إِمَّا زيدٌ وإِمَّا عَمْرٌو، إذا لم يُعْلَمِ الجائي منهما
وجاء في لسان العرب – باب الذال: (موذ) مَاذَ إِذا كَذَب والماذُ الحَسَنُ الخُلُقِ الفَكِهُ النفس الطيب الكلام قال والماد بالدال الذاهب والجائي في خفة الجوهري الماذِيُّ العَسل الأَبيض قال عديّ بن زيد العبادي ومَلابٍ قد تَلَهَّيْتُ بها وقَصَرْتُ اليومَ في بيتِ عِذَارْ في سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشيخُ له وحديثٍ مثلِ ماذِيٍّ مُشَارْ مشار من أَشرت العسل إِذا جنيته يقال شُرْتُ العسل وأَشَرْتُه وشُرْتُ أَكثر والماذية الدرع اللينة السهلة والماذية الخمر.
وجاء في معجم القواعد العربية – باب التوكيد المعنوي للتَّوكيدِ المعنويّ سبعةُ ألْفاظٍ: (الأَوَّل والثَّاني): "النَّفْسُ والعَيْن" ويُؤَكَّدُ بِهما لِرَفْعِ المجازِ عنِ الذَّاتِ تقولُ: "جاء الأميرُ" فيُحْتَمَلُ أنْ يكونَ الجائي متاعَهُ أو حَشَمَه، فإذا أكَّدْتَ "بالنَّفْس أو العَيْنِ" أو بِهِما مَعاً بشَرْطِ بقديمِ النَّفْسِ ارتَفَعَ ذلك الاحْتمالُ.
وفي الفائق في غريب الحديث والأثر – برهوت برهوت. هي بئر بحضرموت؛ وقيل: وادٍ باليمن وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، والقياس في تائها الزيادة، لكونها مزيدة في أخواتها الجائية على أمثالها مما عرف اشتقاقه؛ كالتربوت والخربوت وغير ذلك
وفي الفائق في غريب الحديث والأثر – باب الفاء مختلف التجار: موضع اختلافهم؛ وحيث يمرون جائين وذاهبين.
وإليك أمثلة من أقوال بعض الشعراء في مختلف العصور:
عبد الغني النابلسي (1050 - 1143 هـ / 1641 - 1730 م)
فهْو السعيد وإن كانت شقاوته ... في العلم فهو شقيٌّ هكذا جائي
عبد المحسن الكاظمي (1282 - 1354 هـ / 1865 - 1935 م)
وكلّ ما كان في الوجود وَما ... يَكون من ذاهب وَمن جائي
صالح مجدي (1242 - 1298 هـ / 1827 - 1881 م)
وَالَمجد قال وَقَد رآه مؤرخاً ... فرح عَلى برّ الخديوي جائي
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 716