responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 711
وحري بالذكر، أنَّ النَّحاس لم يذهب هذا المذهب في " مع " وحده، بل نجد مثل هذا الكلام عند ابن عطية في المحرر: " إذا سكنت " مع " فهي حرف جاء لمعنى بلا اختلاف عند النحويين ... " [13] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn13)
ومثله ما نصادفه عند مكي بن أبي طالب، فقد قال: " " مع " حرف يُبنى على الفتح، لأنَّه قد يكون اسما ظرفا فقوي بالتمكين في بعض أحواله فَبُنِيَ، وهو حرف مبني على الفتح لكونه اسما في بعض أحواله وحقه السكون.
وقيل هو اسم ظرف فلذلك فُتِح كالظروف، فإن أَسكنت العين فهو حرف لا غير." [14] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn14)
و" مع " ظرف ملازم للإضافة، تفيد حينئذ ثلاثة معان:
- الأوَّل: أن تدل على موضع الاجتماع، أي: مكانه، نحو قوله تعالى: " فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السِّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ " [15] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn15)
- الثاني: أن تدلَّ على زما ن الاجتماع، ومثال المغني هو: "جِئْتُكَ مَعَ العَصْرِ" [16] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn16) ، أي جئتُك مع وقت العصر.
- الثالث: مرادفة " عند "، وذلك إذا كانت مسبوقة بحرف الجر " من "، نحو: ذََهَبْتُ مِنْ مَعِهِ،" وجِئْتُ مِنْ مَعِهِم، وكان معها فانتزعه من مَعِها، كما تقول: كَان عندها فانتزعه من عندِها ... " [17] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn17)
وكما تستعمل " مع " مضافة، فإنَّها تأتي مُفردة، فتُنوَّن نحو قولك: قَامَ زَيْدٌ وَعَمْروٌ، والأكثر في هذه الحالة أن تكون حالا.

- إلى:
الثاني من المعاني التي تفيدها الأداة " إلى " في المغني، معنى المعية، وذلك إذا ضممتَ شيئا إلى آخر في الحكم به أو عليه، وهو بذلك يجاري عددا من النحاة في اعتقادهم بأنَّ " إلى" قد توافق " مع "، إذا دخل ما بعدها فيما قبلها، كقولك: اجْتَمَعَ مَالك إلى زيدٍ ... [18] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn18)
ونسب ابن هشام هذا الرأي إلى الكوفيين وبعض البصريين [19] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn19)، في قوله تعالى: " فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِيَ إِلَى اللهِ قَالَ الحَوَارِيُونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَأَشْهَدُ بِاَنَّا مُسْلِمُونَ " [20] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn20) ، قال الفرَّاء: " المُفسِّرون يقولون: مَنْ أَنْصارِيَ مع الله، وهو وجه حسن، وإنَّما يجوز أن تجعل " إلى " موضع " مع " إذا ضممتَ الشيء مع الشيء ... " [21] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn21)
ومنه قول العرب: الذَّوْدُ إِلَى الذَّوْدِ إِبِلٌ "، و" إلى " هنا جاءت بمعنى " مع "، " لأنَّه إذا جُمِعَ القليل إلى مثله صار كثيرا " [22] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn22) ، وهو معنى نقله ابن هشام عن المعاجم العربية، فقد جاء في الصحاح: " وفي المثل: الذَّوْدُ إلى الذَّوْدِ إِبِلٌ " قولهم: " إلى " بمعنى " مع " أي إذا جمعتَ القليل مع القليل صار كثيرا ... " [23] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn23)
أمَّا إذا لم يكن هناك ضمٌّ، لم تكن " إلى " بمعنى " مع "، " فلا يجوز " إلى زَيْدٍ مَالٌ، تريد: مَعَ زَيْدٍ مَالٌ." [24] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn24)
ولا يجوز ذلك" ممَّا صرَّح به أصحاب هذا المذهب؛ لأنَّهم اشترطوا الجمع في معنى عُلِّقَ بالشيئين كالنصر في الحواريين مع الله، وليس ثَمَّ ما يجمع المال وزيدا، وخُرِّجت " إلى " على الانتهاء في الضم." [25] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn25)
وقد أنكر فريق من النحاة مجيء " إلى " بمعنى " مع "، منهم الرضي: " كونه بمعنى " مع " قليل " [26] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn26) ، ويُفهم من كلام ابن جني في الخصائص [27] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn27) ، والعكبري في التبيان [28] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn28) ، أن " إلى " لا تأتي بمعنى " مع ".

- الباء:
الخامس من المعاني الأربعة عشر التي تفيدها الباء المفردة كما جاء في المغني [29] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn29) ، هو معنى المصاحبة، لذا سُمِيَّت باء المصاحبة. [30] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn30)
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 711
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست