اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 709
التبليغ وأداته في مغني ابن هشام الأنصاري
ـ[سميرة المغربية]ــــــــ[27 - 09 - 2012, 12:53 م]ـ التبليغ وأداته في مغني ابن هشام الأنصاري
التبليغ في اللغة مصدر من الفعل " بَلَّغَ "، وبَلَّغَهُ الشيء: أوْصَلَهُ إِلَيه.
والتبليغ والتبلغة: حبل يُوصل به الرشاء حَتَّى يبلغ الماء.
وبلغَ الشيءَ يَبْلُغُ بُلُوغاً: وصلَ وانتهى، والإبلاغ: الإيصال. [1] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn1)
وفي الاصطلاح: التبليغ ": نقل المعنى مِمَّا قبل حرف الجر إلى ما بعده، وهو من معاني اللام المُفردة " [2] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn2)، وبذلك يكون التبليغ غرضا من أغراض اللام الجارة التي تُفيد التبليغ والإيصال." [3] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn3)
ويُؤَدَّى هذا الأسلوب باللام الجارة، وقد ذكرها ابن مالك في شرح التسهيل في مبحث اللام، قال: " ولام التبليغ الجارة اسم سامع قول أو ما في معناه نحو: قُلْتُ له، وبَيَّنتُ له، وفَسَّرْتُ له، واستجبتُ له، ونَصَحْتُ له؛ وإلاَّ أنَّ هذين قد يستغنيان عن اللام فيقال: شكرته ونصحته. والمختار تعديتهما باللام، وبذلك نزل القرآن العزيز كقوله تعالى: ? وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُون? [4] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn4) ، وكقوله تعالى: ? وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ? [5] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn5) ."[6] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn6)
وجاء في جواهر الأدب ما يأتي: " التبليغ، نحو قولك: قلتُ أو بيَّنْتُ له، واستجبتُ، وفسَّرتُ." [7] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn7)
وبذلك يتَّضح أنَّ التبليغ مراده الإيصال والإبلاغ، ويتم بواسطة اللام الجارة.
التبليغ في المغني:
أورد ابن هشام للام الجارة معنى التبليغ، ولم يختلف في تعريفه لهذا المعنى، أو الصحيح للام الجر التي تفيد هذا المعنى عمَّا أورده غيره من العلماء [8] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn8)، قال: وهي الجارة لاسم السامع لقول أو ما في معناه، نحو: " قُلْتُ لهُ " و " أَذِنْتُ له " و " وَفَسَّرْتُ له ". " [9] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn9)
فهذه اللام هي التي تَجُرُّ اسم السَّامع لقول، نحو قولك: قلتُ لِزَيْدٍ، وزيدٌ لاَ يقال له الكلام إلاَّ إذا كان سامعا للقول أو ما فيه معنى القول نحو: أَذِنَ وفَسَّرَ وبَيَّنَ وشَكَرَ ونَصَحَ، قال محمد الأمير في حاشيته على المغني: " إنَّ أصل الإذن والتفسير بالقول، والقول مُتَعَلِّقٌ بالسَّامع." [10] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftn10)
[1] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref1) - انظر هذه المعاني في: اللسان، والكليات، وأقرب الموارد إلى فُصح العربية والشوارد، مادة (بلغ)، وموسوعة علوم اللغة العربية، إميل بديع يعقوب، 4/ 258.
[2] (http://www.ahlalloghah.com/#_ftnref2) - موسوعة علوم اللغة العربية، 4/ 258.