اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 69
دور الأهمية المعنوية في اصطلاحات الضبط القرآني
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 05 - 2014, 06:49 م]ـ دور الأهمية المعنوية في اصطلاحات الضبط القرآني
وضع العلماء على مر الزمن اصطلاحات الضبط القرآني على آيات القرآن الكريم كإشارة الوقوف اللازم والوقوف الممنوع والوقوف الخفيف ...... إلخ، وهذه الإشارات يتحكم فيها الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية بين أجزاء التركيب وذلك كما في الأمثلة التالية:
1 - قال تعالى:"إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله" (الأنعام36) يقف قارئ القرآن الكريم بعد كلمة يسمعون وقوفا لازما، ثم يستأنف كلاما جديدا، فالواو هنا واو الاستئناف لا واو العطف لأن الموتى لا يستجيبون. وقد وُضع رمز (م) فوق كلمة يسمعون وتعني: الوقف اللازم، وهذا الرمز موضوع على أساس الاحتياج المعنوي الذي يحكم اللغة.
2 - وقال تعالى:"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة" (النحل32)
وُضع رمز (لا) ويعني: ممنوع الوقوف على كلمة "طيبين، وعلى كلمة"عليكم" لأن الوقف في هذه المواضع لا يتمم معنى الآية، وملبس، ويبقى معنى الكلام ناقصا، وذلك بفعل الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب،،وهذا الرمز موضوع أيضا على أساس الاحتياج المعنوي.
3 - ومثل ذلك قوله تعالى"ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا*إلا أن يشاء الله "فقد وُضع رمز (لا) بعد كلمة "غدا" للإشارة إلى عدم الوقوف بسبب الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب، ورغم وجود الفاصلة القرآنية.
4 - وقال تعالى"قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون" (يس52)
هل اسم الإشارة"هذا"نهاية جملة أم بداية جملة؟ ما موقع اسم الإشارة"هذا"؟ أهي إشارة إلى المرقد متأخرة عنه مثل"اذهب بكتابي هذا"أم هي مبتدأ خبره ما بعده؟ الاحتياج المعنوي بين أجزاء التركيب يقول: إنَّ اسم الإشارة بداية جملة، أي: هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون، وإن جعلناه تابعا لما قبله صار ما بعده جملة مستأنفة تنفي وعد الرحمن وصدق المرسلين، (حاشا لله ولرسله).وقد وُضع رمز (س قلى) في القرآن الكريم فوق كلمة "مرقدنا"للدلالة على السكتة القصيرة الواجبة، التي تعني نهاية جملة وبداية جملة جديدة، فاللغة محكومة بالاحتياج المعنوي، والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 69