اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 659
أخصر من كذا
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[01 - 01 - 2013, 10:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجد في بعض صفحات التويتر أشياء أنكرها، فأريد أن أبين الصواب فيها، ولكني ليس لي صفحة فيه، فلا أجد بدا من ذكرها هنا في هذا الملتقى النافع.
وجدت في صفحة الشيخ أبي مالك العوضي -حفظه الله- سؤالا من بعض طلبة العلم يقول:
ماذا عن تسمية بعض الحنابلة كتابه (أخصر المختصرات) هل تصح هذه اللفظة "أخصر"؟
فأجاب الشيخ أبو مالك، فقال:
"صحتها مبنية على صحة الثلاثي (خَصَرَ) وهو غير موجود بحسب اطلاعي."
فمعنى كلام الشيخ أبي مالك أن "أخصر" غير صحيحة، لأن صحتها مبنية على وجود الفعل الثلاثي (خصر)، وهذا الثلاثي غير موجود.
وليس الأمر كما قال الشيخ أبو مالك، أما الثلاثي (خصر) بمعنى (اختصر) فغير موجود كما قال، وأما صيغة التفضيل (أخصر) فليست متوقفة على صحة هذا الثلاثي، نعم، ما ذكره الشيخ هو القياس، لكن صيغة التفضيل (أخصر) سمعت في كلامهم شاذة مخالفة للقياس، فهي صحيحة، ولا تربط صحتها بسماع الفعل الثلاثي، وإن كان ذلك هو القياس.
وقد نص عليها كثير من النحويين في كتبهم، وهي لفظة مشهورة في كتب النحو، يمثلون بها دائما في ما شذ من باب (أفعل التفضيل).
قال الزمخشري في المفصل:
"الباب الخامس عشر
أفعل التفضيل
كيف يصاغ:
قياسه أن يصاغ من ثلاثي غير مزيد فيه، ليس بلون ولا عيب. لا يقال في أجاب وانطلق ولا في سمر وعور: هو أجوب منه وأطلق ولا أسمر منه وأعور، ولكن يتوصل إلى التفضيل في نحو هذه الأفعال بأن يصاغ أفعل مما يصاغ منه ثم يميز بمصادرها كقولك: هو أجود منه جواباً، وأسرع انطلاقاً، وأشد سمرة وأقبح عوراً.
ومما شذ من ذلك هو أعطاهم للدينار والدرهم، وأولاهم للمعروف، وأنت أكرم لي من زيد أي أشد إكراماً، وهذا المكان أقفر من غيره أي أشد إقفاراً، وهذا الكلام أخصر، وفي أمثالهم: أفلس من ابن المذلق، وأحمق من هبنقة."
وقد ذكرها كثير من النحويين في كتبهم، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
فهي صحيحة ثابتة، وليست صحتها متوقفة على سماع الفعل الثلاثي (خصر).
ـ[منصور مهران]ــــــــ[02 - 01 - 2013, 12:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجد في بعض صفحات التويتر أشياء أنكرها، فأريد أن أبين الصواب فيها، ولكني ليس لي صفحة فيه، فلا أجد بدا من ذكرها هنا في هذا الملتقى النافع.
وجدت في صفحة الشيخ أبي مالك العوضي -حفظه الله- سؤالا من بعض طلبة العلم يقول:
ماذا عن تسمية بعض الحنابلة كتابه (أخصر المختصرات) هل تصح هذه اللفظة "أخصر"؟
فأجاب الشيخ أبو مالك، فقال:
"صحتها مبنية على صحة الثلاثي (خَصَرَ) وهو غير موجود بحسب اطلاعي."
فمعنى كلام الشيخ أبي مالك أن "أخصر" غير صحيحة، لأن صحتها مبنية على وجود الفعل الثلاثي (خصر)، وهذا الثلاثي غير موجود.
وليس الأمر كما قال الشيخ أبو مالك، أما الثلاثي (خصر) بمعنى (اختصر) فغير موجود كما قال، وأما صيغة التفضيل (أخصر) فليست متوقفة على صحة هذا الثلاثي، نعم، ما ذكره الشيخ هو القياس، لكن صيغة التفضيل (أخصر) سمعت في كلامهم شاذة مخالفة للقياس، فهي صحيحة، ولا تربط صحتها بسماع الفعل الثلاثي، وإن كان ذلك هو القياس.
وقد نص عليها كثير من النحويين في كتبهم، وهي لفظة مشهورة في كتب النحو، يمثلون بها دائما في ما شذ من باب (أفعل التفضيل).
قال الزمخشري في المفصل:
"الباب الخامس عشر
أفعل التفضيل
كيف يصاغ:
قياسه أن يصاغ من ثلاثي غير مزيد فيه، ليس بلون ولا عيب. لا يقال في أجاب وانطلق ولا في سمر وعور: هو أجوب منه وأطلق ولا أسمر منه وأعور، ولكن يتوصل إلى التفضيل في نحو هذه الأفعال بأن يصاغ أفعل مما يصاغ منه ثم يميز بمصادرها كقولك: هو أجود منه جواباً، وأسرع انطلاقاً، وأشد سمرة وأقبح عوراً.
ومما شذ من ذلك هو أعطاهم للدينار والدرهم، وأولاهم للمعروف، وأنت أكرم لي من زيد أي أشد إكراماً، وهذا المكان أقفر من غيره أي أشد إقفاراً، وهذا الكلام أخصر، وفي أمثالهم: أفلس من ابن المذلق، وأحمق من هبنقة."
وقد ذكرها كثير من النحويين في كتبهم، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
فهي صحيحة ثابتة، وليست صحتها متوقفة على سماع الفعل الثلاثي (خصر).
أصبت الحقيقة وأحسنت البيان
فلك مني الشكر والتقدير.
ـ[أبو طيبة]ــــــــ[02 - 01 - 2013, 01:16 ص]ـ
بل قال في "أساس البلاغة" (1/ 249 - 250، دار الكتب العلمية، 1419هـ):
«خصر: دق خصره وخاصِرته ومِخصره، ودقت خصورهم وخواصرهم. ورجل مُخَصَّر ومخصور البطن. وخاصر المرأة في البضع: قبض على خاصرتيها. وخاصره في الطريق؛ قال عبد الرحمن بن حسان:
ثم خاصرتها إلى القبة الخض ... راء تمشي في مرمرٍ مسنون
وخرجوا متخاصرين. واختصر الرجل وتخاصر: وضع يده على خصره. واختصر الكلام واختصر الطريق: أخذ في أقربه. وهذا أخصر من ذاك وأقصر. واختصر الجزّ إذا لم يستأصل. واختصر بالعصا: اعتمد عليها في مشيه. ونكت الأرض بالمِخْصَرة وهي قضيب كان الملك يأخذه بيده، يشير به ويصل به كلامه. قال حسان:
يصيبون فصل القول في كل خطبة ... إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر
وتَخَصَّر الملك به. قال سهم بن حنظلة:
خذها أبا عبد المليك بحقها ... وارفع يمينك بالعصا فَتَخَصَّرِ
وخَصِر يومنا، ويوم خصر. وثغر خصر: بارد المقبل. وخصرت أنامله من البرد، وأخصرها القر.
ومن المجاز: هو تحت خصْر قدمه وهو أخمصها. ودقق خصر نعلك، وقدم ونعل مخصرة. وأخذوا خصر الرمل ومخصره: أسفله وما رق منه. قال الراعي:
إذا الرمل لم يعرض له بخصوره ... تعسفن منه كل كبداء عاقر
وقال زهير:
أخذن خصور الرمل ثم جرعنه ... على كل قيني قشيب ومفأم
ولطف خصر السهم وهو ما تحت الفوق» اهـ.
وقد وردت كلمة اخصر في كذا من معجم لغوي.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 659