اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 648
استفسار عن دخول " حتى " على الفعل
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - 02 - 2013, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في حالة دخول "حتى" على الفعل المضارع أتساءل:
هل دخولها يفيد انتهاء الغاية أم التعليل؟
وما الضابط لكليهما؟
والسؤال يتعلق بمثل هذا الجزء من الآية الكريمة:
" ... حتى تعلموا ما تقولون ... "
فهل حتى هنا لانتهاء الغاية بمعنى: إلى أن تعلموا ما تقولون؟
أم هي للتعليل بمعنى: لكي تعلموا ما تقولون؟
ـ[(أبو إبراهيم)]ــــــــ[13 - 02 - 2013, 06:26 ص]ـ
رد السلام1، وبعد:
فإن (حتى) تفيد المعنيين، فتأتي لانتهاء الغاية بمعنى (إلى)، وتأتي تعليلية بمعنى (كي).
و (حتى) في قوله تعالى: ((حتى تعلموا ما تقولون)) قيل: بمعنى (إلى):
- قال العكبري في (التبيان في إعراب القرآن / ص: 361): (((حتى تعلموا)) أي: إلى أن) اهـ
- وقال السمين الحلبي في (الدر المصون 3/ 689): (قوله: ((حتى تعلموا)): (حتى) جارة بمعنى (إلى)، فهي متعلقة بفعل النهي، والفعل بعدها منصوب بإضمار (أن)) اهـ
وقيل: تحتمل المعنيين:
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في (تفسير سورة النساء 1/ 344): (وقوله: ((حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)) ... ((حَتَّى)) تأتي للتعليل وتأتي للغاية، ففي قوله تعالى: ((لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى)) [طه: 91] لا شك أنها للغاية؛ لأن بقاءهم عاكفين على العجل لا يستلزم مجيء موسى.
وفي قوله تعالى: ((لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا)) [المنافقون: 7]، هذه للتعليل؛ لأننا لو جعلناها للغاية كان المعنى: لا تنفقوا حتى ينفضوا فإذا انفضوا فأنفقوا، ولكن المعنى: لا تنفقوا على من عند رسول الله لأجل أن ينفضوا عنه، وهذا هو المعنى بلا شك؛ لأنهم ليسوا على استعداد إذا انفضوا عن رسول الله أن ينفقوا عليهم.
وهذه الآية التي معنا: ((لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى)) هل المعنى: «إلى أن تعلموا ما تقولون» أو المعنى: «لتعلموا ما تقولون»؟ فيها وجهان، وتصلح لهذا وهذا، وإذا كانت صالحة للوجهين ولا منافاة بينهما فإنها تحمل عليهما، فنقول: السكران لا يقرب الصلاة حتى يعلم ما يقول؛ أي: حتى يصحو صحوا تامًّا، ولا يقرب الصلاة لأجل أن يعلم ما يقول في صلاته وما يفعل) اهـ
والله تعالى أعلم.
ولعله يعلم من هذا أن الضابط في الحكم على (حتى) في كونها غائية أو تعليلية النظر إلى السياق، والله تعالى أعلم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - 02 - 2013, 02:59 م]ـ
شكر الله لك قبل أن يشكرك الناسُ.
ولكنَّ قولك:
"ولعله يعلم من هذا أن الضابط في الحكم على (حتى) في كونها غائية أو تعليلية النظر إلى السياق"
إذا لم نعلم من السياق -مثل مثالي السابق- فهل من ضابط واضح أم يتم الحمل على الاثنين دائمًا في هذه الحال؟
ـ[سائل]ــــــــ[06 - 03 - 2013, 09:49 م]ـ
أرجو أن يكون فهمي صحيحًا
خلاصة كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: إذا كانت صالحة للوجهين (أي إذا لم نعلم من السياق) ولا منافاة بينهما فإنها تحمل عليهما.
خلافا للآية (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) [طه: 91] فإن بقاءهم عاكفين على العجل لا يستلزم مجيء موسى، وبالتالي تحمل على الغاية فقط.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 648