responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 567
ويذكر ابن خالويه هذا التوجيه من بين توجيهات القراءة، حيث يقول: «فعلى هذا إن كان (يسع) عربيا، فأصله: يوسع. سقطت منه الواو لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم دخلت عليه الألف واللام» ([18]).
ويرى أبو علي الفارسي أن اليسع جملة زيدت فيه "أل" شذوذًا، حيث قال: «وإذا كان فعلًا وجب أن يلزمه الفاعل ووجب أن يُحكى إذ هي جملة ولو كان كذلك لم يَجز لحاق اللام له؛ إذ اللام لا تَدخل على الفعل، فلم يبق إلا أن تكون الألف واللام زائدة» ([19]).
وقال أبو زرعة: «ذكرهَا اليزيدي عَن أبي عَمْرو فَقَالَ هُوَ مثل الْيُسْر وَإِنَّمَا هُوَ يسر ويسع فزيدت الْألف وَاللَّام، فَقَالَ: "اليسع" مثل اليحمد قَبيلَة من الْعَرَب، واليرمع: الْحِجَارَة، وَالْأَصْل: يسع مثل يزِيد» ([20]).
وذكر السمين هذا التوجيه من بين تأويلين، حيث قال: «أحدهما: أنه منقول من فعل مضارع، والأصل: يَوسع كيوعد، فوقعت الواو بين ياء وكسرة تقديرية، لأن الفتحة إنما جيء بها لأجل حرف الحلق فحُذفت؛ لحذفها في يضع ويدع ويهب وبابه، ثم سمي به مجردا عن ضميره، وزيدت فيه الألف واللام على حد زيادتها في قوله ([21]):
رأيت الوليدَ بنَ اليزيدِ مباركًا ... شديدًا بأعباءِ الخلافةِ كاهلُهْ
وكقوله ([22]):
باعدَ أمَّ العمرِو مِن أسيرِها ... حُراسُ أبوابٍ على قصورِها
وقيل: الألف واللام فيه للتعريف كأنه قُدر تنكيره» ([23]).
فتوجيه القراءة أن أصل "اليسع" هو الفعل المضارع، ثم سمي به على طريقة النقل كما في "يزيد"، يقول ابن عطية: «وأما اليزيد فإنه لما سُمي به أزيل منه معنى الفعل وأفردت فيه الاسمية فحصل علمًا وزيدت فيه الألف واللام لا لتعريف» ([24]).
وقال القرطبي: «وقال المهدوي ([25]): من قرأ" اليسع" بلام واحدة فالاسم يسع، ودخلت الألف واللام زائدتين، كزيادتهما في نحو الخمسة عشر، وفي نحو قوله:
وَجدْنا الوليدَ بنَ اليزيدِ مباركًا ... شديدًا بأعباءِ الخلافةِ كاهلُهْ
وقد زادوها في الفعل المضارع نحو قوله:
فيُستخرَج اليربوعُ من نافِقائِه ... ومن بَيتِه بالشيخةِ اليُتقصَّعُ
يريد الذي يُتقصَّع» ([26]).
وقال أبو حيان: «فأما على قراءة الجمهور وقول من قال: إنه عربي فقال: هو مضارع سُمي به ولا ضمير فيه فأعرب ثم نُكر وعُرف بأل، وقيل سُمي بالفعل كيزيد ثم أدخلت فيه أل زائدة شذوذا كاليزيد في قوله:
*رأيتُ الوليدَ بنَ اليزيدِ مباركًا*
ولزمتْ كما لزمتْ في (الآن)» ([27]).
وثمة استشكال على هذا التوجيه نقله الصبَّان، وهو أنه لا عربي من أسماء الأنبياء إلا شعيبًا وصالحًا ومحمدًا. ولكنه دفع هذا الإشكال وردَّه بقوله: «وأجيب بأن المراد العربي المصروف لا العربي مطلقًا، وأن المراد العربي المتفق على عربيته» ([28]).

التوجيه الثاني:
أنه أعجمي معرب، وافق لفظُه لفظَ المضارع، و"أل" فيه زائدة شذوذا؛ لأن الأسماء الأعجمية لم يَرد منها شيء فيه "أل" التعريف.
وذكره جماعة من النحاة وموجهي القراءات. وممن ذهب إليه النحاس ([29])، والفارسي ([30])، والجوهري ([31])، ومكي القيسي، ([32]) وغيرهم.
وهو التوجيه الذي اختاره الشاطبي في أثناء عرضه للقراءة. حيث يقول نقلا عن أبي علي الفارسي: «فلا ينبغي له أن يحمله على "يفعل" من "وَسِعَ"، دخل فيه اللام؛ لأن ذلك لا وجه له، ولكنه أعجمي معرب وافق لفظه لفظ المضارع وليس به» ([33]).
ويقول ابن خالويه: «وإن كان أعجميا لا يُعرف اشتقاقه فوزنه (فَعَل) الياء فيه أصل. دخلت عليه الألف واللام» ([34]).
ويقول النحاس بعد عرض توجيهات القراءتين: «والحق في هذا أنه اسم عجميّ والعجميّة لا تؤخذ بالقياس إنما تؤدّى سماعًا، والعرب تغيّرها كثيرا، فلا ينكَر أن يأتي الاسم بلغتين» ([35]).
أما تعليل دخول "أل" فيه، فهو لموافقته وزنَ الفعل المضارع، وإن كان أعجميا.
قال ابن خالويه: «فالحجة لمن أسكن أن الاسم كان قبل دخول اللام عليه (يسع) ثم دخلت عليه الألف واللام فشاكل من الأسماء قول العرب (اليحمد) اسم قبيلة، (واليرمع) اسم حجارة براقة» ([36]).
وقال أبو القاسم النيسابوري: «?وَالْيَسَعَ?: دخلته الألف واللام لأنه اسم أعجمي وافق أوزان العرب» ([37]).
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست