responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 53
تقدم المعاني بالطبع والعادة والمتعارف عليه بين الناس
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[09 - 05 - 2014, 08:47 م]ـ
تقدم المعاني بالطبع والعادة والمتعارف عليه بين الناس

تتقدم المعاني وتترتب بحسب الطبع والعادة والمتعارف عليه بين الناس، والمتقدم بالطبع هو الشيء الذي لايمكن أن يوجد شيء آخر إلا وهو موجود وقد يمكن أن يوجد هو ولا يكون الشيء الآخر موجودا كتقدم الواحد على الاثنين فإن الاثنين يتوقف وجودها على وجود الواحد ولهذا فالواحد متقدم بالطبع على الاثنين، ومن الأمثلة على المتقدم بالطبع تقديم الغفور على الرحيم فهو أولى بالطبع لأن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة والسلامة تطلب قبل الغنيمة، ومن المتقدم بالطبع قوله تعالى:"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما " ((الزمر21) والآية الكريمة تترتب بالطبع من الخاص إلى العام وكل أمر أو شيء متوقف وجوده على وجود ما قبله، ومن المتقدم بالطبع كذلك قوله تعالى:"ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين*ثم جعلناه نطفة في قرار مكين*ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" (المؤمنين 12 - 14) فكل مرحلة من مراحل خلق الإنسان تتوقف على ما قبلها بالطبع، ومن التقدم بالطبع نحو:"مثنى وثلا ث ورباع " ونحو:"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم "وكذلك سائر ما يتقدم من الأعداد بعضها على بعض إنما يتقدم بالطبع لأن كل رتبة منه تتركب مما قبلها، ومن هذا الباب تقديم العزيز على الحكيم، لأنه عزَّ فلما عز حكم، وربما كان من تقدم السبب على المسبب، ومن التقدم بالطبع قوله تعالى:"اركعوا واسجدوا "التقديم فيه بالزمان والطبع، لأنه انتقال من علو إلى انخفاض، والعلو بالطبع من حق القائم قبل الانخفاض، ومنه قوله تعالى "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ..... إلخ، وكذلك جميع الأعداد، كل مرتبة هي متقدمة على ما فوقها بالذات، ومنه قوله تعالى:"ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم " (الحجر87) ومن المتقدم بالطبع تقدم الفاعل على المفعول إذا كان الفعل متعديا فلا مفعول بلا فاعل وقد يوجد الفاعل ولا يوجد المفعول، ومن التقدم بالطبع تقدم المتبوع على التابع، وقد يوجد المتبوع ولا تابع له ومن التقدم بالطبع تقدم االوسيلة على الغاية والسبب على المسبب، وهنا نجد أن المباني المتقدمة بالطبع تتقدم بالرتبة (المنزلة والمكانة) من الخاص (القريب) إلى العام (البعيد)،والمتأخر يبنى على المتقدم، ولو حللنا آيات سورة المؤمنين نجد عملية خلق الإنسان تتم على مراحل والمرحلة الأولى تسبق الثانية بالطبع والثانية تسبق الثالثة وهكذا، فالمباني المتقدمة بالطبع تتقدم كذلك بالمنزلة والأهمية نحو المبني عليه وذلك بحسب قوة العلاقة المعنوية مع المبني عليه وهو المعنى الأول المتقدم ورتبة الطبع أو العادة هي المتحكمة في قرب أو بعد المبني عن المبني عليه، فاللغة تقوم على الأهمية المعنوية والإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.

ـ[ابن المعتز]ــــــــ[11 - 05 - 2014, 07:54 م]ـ
شكرا لكم، جزاكم الله خيرا (مشاركة)

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[11 - 05 - 2014, 09:52 م]ـ
وفيكم بارك الله، شكرا جزيلا لكم

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست