اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 510
................................................. .................................................. ...................
ثم بدأ بالحديث عن الجوازم مستفتحا بالجزم بعد الطلب، حيث قد تقدم أن المضارع ينصب بعد فاء السببية إذا وقع في جواب طلب فقال: (فإنْ سقطتِ الفاءُ بعدَ الطلبِ) فإن لم تسقط نصب (وقُصِدَ الجزاءُ جُزِمَ) فإن لم يقصد بالمضارع الجزاء لم يجزم مثل: ائتِني برجلٍ يحبُّ اللهَ ورسولَهُ (نحوُ قولِه تعالى: قلْ تعالَوْا أَتلُ) أتلُ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والأصل: أتلو، والفاعل مستتر تقديره أنا، وقد جزم لانطباق الشروط عليه: فقد وقع بعد طلب، ولم تتصل به الفاء، وقصد به الجزاء لأن المعنى هو: إنْ تأتوني أتل عليكم، فالتلاوة عليهم مسبَّبَة عن مجيئهم. (وشرطُ الجزمِ بعدَ النهْيِ صِحةُ حُلُولِ إنْ لا محلَّهُ) أي محل النهي (نحوُ: لا تدنُ مِنَ الأسدِ تسلمْ) فإن المعنى يصح لو قلنا: إنْ لا تدنُ من الأسدِ تسلمْ، (بخلافِ يأكلُكَ) فإن المعنى لا يصح لو قلنا: إن لا تدنُ من الأسدْ يأكلك، فلذا رفع يأكلُ، ثم بدأ بالأدوات التي تجزم فعلا واحدا فقال: (ويجزمُ أيضًا بلمْ نحو: لمْ يلدْ ولمْ يُولَدْ) يلدْ، ويولدْ: فعلان مضارعان مجزومان بلم والفاعل فيهما مستتر تقديره هو يعود على الله (ولمَّا نحوُ: ولمَّا يَقْضِ) قال تعالى: (كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) لما: حرف نفي وجزم، يقضِ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والفاعل مستتر تقديره هو. (وباللامِ، ولا الطلبيتينِ) سواء أكان الطلب من الأعلى إلى الأدنى وهو الأمر والنهي، أو من الأدنى للأعلى وهو الدعاء (نحو: لِيُنْفِقْ، لِيَقْضِ، لا تُشْرِكْ، لا تؤاخِذْنَا) قال تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) اللام: لام الأمر حرف مبني على الكسر، ينفق: فعل مضارع مجزوم بالسكون، ذو: فاعل مرفوع بالواو، فهذا مثال للأمر باللام، وقال تعالى: (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) اللام: لام الدعاء حرف مبني على الكسر، يقضِ فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، علينا: جار ومجرور، ربُّكَ: فاعل، ومضاف إليه، فهذا مثال للدعاء باللام، وقال تعالى: (يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ) لا: حرف نهي جازم، تشرك: فعل مضارع مجزوم بالسكون، والفاعل مستتر تقديره أنت، وهذا مثال النهي باللام، وقال تعالى: (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) لا: حرف للدعاء، تؤاخذْنَا: فعل مضارع مجزوم بلا ونا مفعول به والفاعل تقديره أنت، وهذا مثال للدعاء بلا، ثم انتقل لبيان ما يجزم فعلين فقال: (ويَجْزِمُ فِعْلَيْنِ: إنْ، وإذْ مَا، وأيٌّ، وأينَ، وأَنَّى، وأيانَ، ومتى، ومهما، ومَنْ، ومَا، وحيثُما) وكلها أسماء ما عدا إن فهو حرف، و (إذْ مَا) اسم في اختيار المصنف هنا، فقد قال من قبل: (وليس منه مهما وإذْ مَا) وقال بعضهم هو حرف مثل إنْ (نحوُ: إنْ يشأْ يُذْهِبْكُمْ) إن: حرف شرط جازم، يشأ: فعل الشرط مجزوم وفاعله مستتر، يذهبْ: جواب الشرط مجزوم وفاعله مستتر، والكاف في محل نصب مفعول به (مَنْ يعملْ سوءً يُجْزَ بِهِ) من: اسم شرط جازم، يعمل: فعل الشرط مجزوم بالسكون، يجزَ: جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة. (ما ننسخْ من آيةٍ أو نُنْسِها نأتِ بخيرٍ منها أو مثْلِها) ما: اسم شرط جازم، ننسخ: فعل الشرط مجزوم بالسكون، نأتِ: جواب الشرط مجزوم بحذف حرف العلة. (ويسمى) الفعل (الأول شرطًا، والثاني جوابًا وجزاءً) هو جواب للشرط وجزاء على الفعل مثل: إن تدرسْ تنجحْ، فتنجح جواب لقولك إن تنجح، وجزاء لفعل الدراسة. (وإذا لمْ يصلحْ) جواب الشرط (لمباشرةِ الأداةِ قُرِنَ بالفاءِ) وجوبا وإنما لا يصلح الجواب لمباشرة الأداة في حالة من حالات ثمانية هي: إذا كان جملة اسمية، أو جملة فعلية فعلها طلبي، أو فعلها جامد، أو منفي بلن، أو بما، أو مقرنا بقد، أو السين، أو سوف. (نحوُ) قوله تعالى: (وإنْ يَمْسَسْكَ بخيرٍ فهوَ على كلِ شيءٍ قديرٌ) إن: حرف الشرط، يمسسْ: فعل الشرط، فهو على كل شيء قدير جواب الشرط وهو جملة اسمية هو: مبتدأ، وعلى: حرف جر، كل: اسم مجرور وهو مضاف، شيءٍ: مضاف إليه، قديرٌ: خبر، والجملة في محل جزم جواب الشرط، فهنا لا يصلح الجواب لأن يباشر الأداة فلا يصح أن يقال في لغة العرب: إنْ هو على كل شيء قدير (أو بإذا الفجائيةِ) في حالة كون الجواب جملة اسمية فقط دون باقي الحالات وإنما لم يقيدها بذلك لأن إذا الفجائية يمتنع دخولها على غير الأسماء فاستغنى عن الاشتراط (نحو) قوله تعالى: (وإنْ تُصبْهُمْ سيئةٌ بما قدمتْ أيديِهِمْ إذا همْ يقنَطونَ) إنْ: أداة الشرط، تصبْ: فعل الشرط، إذا: حرف دال على المفاجأة، هم: مبتدأ، يقنطون جملة في محل رفع خبر، والجملة في محل جزم، فهنا عوضت إذا الفجائية عن الفاء في جواب الجملة الاسمية.