responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 492
شرع يتكلم على المرفوعات وبدأ بالمبتدأ والخبر فقال: (بابٌ) هو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: هذا بابٌ، (المبتدأُ والخبرُ مرفوعانِ، كـ اللهُ ربُّنا، ومحمَّدٌ نبيُّنا) المبتدأ هو: اسم يذكر للإسناد وهو مجردٌ عن العوامل اللفظية، وقولنا: للإسناد يشمل حالة كون المبتدأ هو المسند إليه، والخبر هو المسند نحو الله ربنا، وحالة كون المبتدأ هو المسند والخبر هو المسند إليه كما في أقائمٌ زيدٌ فإن القيام المستفهم عنه مسندٌ إلى زيد، وأما الخبر فهو: مسندٌ تتم به مع المبتدأ فائدة، ولا يعترض على قولنا مسند بأن الخبر قد يقع مسندا إليه كما في أقائم الزيدانِ لأنا نقول إنه ليس خبرا بل هو فاعل سد مسد الخبر (ويقعُ المبتدأُ نكرةً إنْ عَمَّ) كل فرد من جنسه (أو خَصَّ) فردا من ذلك الجنس (نحوُ: ما رجلٌ في الدارِ) فرجل مبتدأ وهو نكرة وسوغ ذلك أنه وقع في سياق نفي، والنكرة في سياق النفي تعم (و) نحو قوله تعالى (أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ) فإلهٌ مبتدأ وهو نكرة وسوغ ذلك أنه وقع في سياق استفهام، والنكرة في سياق الاستفهام تعم (و) نحو قوله تعالى (لَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ) فعبد مبتدأ وهو نكرة وسوغ ذلك أنه قد وصف بمؤمن فصار خاصا (و) نحو قوله صلى الله عليه وسلم في موطأ مالك (خمسُ صلواتٍ كتبَهُنَّ اللهُ) فخمس مبتدأ وهو نكرة وسوغ ذلك أنها قد أضيفت لصلوات فصارت خاصة فإن الخمس قبل الإضافة لا يدرى ما هو معدودها فإذا أضيفت تخصصت وصلحت للابتداء. (و) يقع (الخبرُ جملةً لها رابطٌ كزيدٌ أبوه قائمٌ) والرابط هنا الضمير (و) كقوله تعالى (لِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) والرابط هنا اسم الإشارة ذلك العائد على المبتدأ لباس (و) كقوله تعالى (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ) والرابط هنا إعادة المبتدأ بلفظه فالحاقة الأولى: مبتدأ أول، وما: اسم استفهام مبتدأ ثان، والحاقة الثانية خبر المبتدأ الأول والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول (و) كقولك (زيدٌ نِعْمَ الرجلُ) والرابط هنا هو العموم فإن كلمة الرجل تعمُّ زيدًا وغيره (إلا في نحو قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مما كانت جملة الخبر هي عين المبتدأ في المعنى فلا تحتاج لرابط، فهو: مبتدأ أول، اللهُ: لفظ الجلالة مبتدأ ثان، أحدٌ: خبر المبتدأ الثاني، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الأول، وهنا الضمير (هو) يسمى بضمير الشأن وهو ضمير لا يعود على شيء قبله كما هو شأن الضمائر بل يعود شيء بعده يفسره، أي الشأن والحال والقول الحق: اللهُ أحدٌ، والتفسير عين المفسَّر. (و) يقع الخبر (ظرفًا منصوبًا نحوُ) قوله تعالى (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ) الركب: مبتدأ، أسفل: ظرف مكان متعلق بخبر محذوف تقديره مستقر أو استقر أو كائن أو كان ونحو ذلك، منكم: جار ومجرور (و) يقع الخبر (جارًّا ومجرورًا كـ الْحَمْدُ لِله رَبِّ الْعَالَمِينَ) الحمد: مبتدأ، لله: اللام حرف جر، ولفظ الجلالة اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره كائن، ربِّ: صفة لله مجرورة وهو مضاف، والعالمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم (وتَعَلُّقُهُمَا بِمُسْتَقِرٍّ أوِ استَقَرَّ محذوفينِ) وجوبا فليس الخبر هو الظرف نفسه أو الجار والمجرور بل هو المتعلَّق المحذوف، فإن قدرناه فعلا نحو استقر كان الخبر جملة فعلية، وإن قدرناه اسما نحو مستقر كان الخبر مفردا فشبه الجملة في الحقيقة راجعة إما إلى الجملة الفعلية أو إلى الاسم المفرد. (ولا يُخْبَرُ بالزمانِ عنِ الذاتِ) أي لا يكون الاسم الدال على الزمان خبرا عن اسم الذات فلا يقال: زيدٌ اليوم لعدم الإفادة، ويجوز أن يكون خبرا عن العرض أي اسم المعنى مثل: العملُ اليومَ (والليلةَ الهلالُ متأوَّلٌ) هذا جواب عن إشكال وهو أنه قد ورد عن العرب قولهم: الليلةَ الهلالُ، فالليلة ظرف زمان متعلق بخبر مقدم محذوف تقديره كائن، والهلالُ: مبتدأ مؤخر، فأخبروا باسم الزمان الليلة عن اسم الذات الهلال فما هو جوابكم؟ قلنا: إن هذا على حذف مضاف والتقدير الليلةَ طلوعُ الهلالِ، فيكون اسم الزمان خبرا عن اسم المعنى وهو طلوع فهذا هو ما يقصده بمتأول أي أنه مصروف عن ظاهره (ويُغني عنِ الخبرِ مرفوعُ وصفٍ معتمِدٍ على استفهامٍ أو نفيٍ) هذا هو النوع الثاني من المبتدأ وهو الذي ليس له خبر بل له اسم مرفوع سد مسد الخبر وذلك إذا كان المبتدأ وصفا أي دل على ذات وحدث كاسم الفاعل قائم فإنه يدل على شخص وحدث هو القيام، وكاسم المفعول مضروب فإنه يدل على شخص وحدث هو الضرب، وكان ذلك الوصف معتمدا على استفهام أو نفي أي تقدمه واحد من هذين الأمرين مثل: أقائمٌ زيدٌ، وما قائمٌ زيدٌ (نحو: أقاطنٌ قومُ سَلمى) هو جزء من بيت شعر هو: أقاطنٌ قومُ سَلْمى أم نَوَوا ضَعَنَا ... إنْ يظعَنوا فعجبٌ عيشُ مَنْ قَطَنَا. أقاطنٌ: أي أمقيمٌ، سلمى: اسم محبوبته، الظَعَن: الرحيل، والمعنى هو: هل قوم المحبوبة سلمى مقيمون في مكانهم أم نووا الرحيل، إن يرحلوا فعجيب عيش وحياة من أقام وتخلف عنهم أي أنه لا يطيق الحياة في التخلف عنهم والبعد عن محبوبته. والشاهد فيه: أن اسم الفاعل (قاطن) اعتمد على استفهام فرفع فاعلا وهو (قوم) سد مسد الخبر (وما مضروبٌ العمرانِ) ما: حرف نفي، مضروب مبتدأ، العمران: نائب فاعل لاسم المفعول؛ فإن اسم الفاعل يرفع فاعلا واسم المفعول يرفع نائب فاعل وهنا الوصف اعتمد على نفي.

(تدريب)

أعرب ما يلي:
1 - الَّذِينَ كَذَّبُوا بِ‌آيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
2 - أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ.
3 - قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 492
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست