اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 48
إذا قبلتَ مشورتي فأنا أرى أن تكتبَ ما تراه هو الصواب وتكتفي به، ولو خالف ما نعهده من فعالِ المعتنين بالمخطوطات؛ لأنَّ هذا الأمر ـ وإن كان ليس بتلكَ الأهميَّةِ ـ إلَّا أنه مما هو بحاجة إلى إصلاحٍ، أعني تمييزَ أساليب كتابةِ المخطوطاتِ القديمةِ، لتظهرَ فائدةُ ما يؤصَّلُ نظريًّا في مؤلَّفاتِ فنِّ الخطِّ، وللمحافظةِ على معرفةِ الأمَّةِ في هذَا الجانبِ من تراثِها.
أرى أن تكتبَ: (فارسي: نستعليق).
فـ (فارسي) جنس، و (نستعليق) نوعٌ، لأنَّ الفارسيَّ أنواعٌ، أشهرُها: التعليق (= النستعليق)، و (الشكستة)، الأوَّلُ خطُّ اللَّوحاتِ والكتبِ، والثَّاني خطُّ المراسلاتِ والكتاباتِ الاعتياديَّةِ، وفيه شبهٌ قليلٌ منَ الدِّيوانيِّ، وليسَ منه ومن التعليق كما يظنُّ بعضُ النَّاسِ، ولكنَّه أسلوبٌ قديمٌ متأثِّرٌ بالكتابة الفارسيَّة القديمةِ، ومما رأيتُ من أسماءِ كتبِ الخطاط المصريِّ (مسعد خضير البورسعيدي) تحتَ الطَّبعِ ـ ولا أدري إذا كانت طبعتْ أم لا ـ: كرَّاسةً في خطٍّ اخترعه سمَّاه: (الدِّيواتعليق)، ظاهرٌ منَ الاسمِ أنَّه جمعَ فيه بين الدِّيوانيِّ والتَّعليقِ، ولكنِّي متأكِّدٌ أنَّه لن يكونَ بمستوى (الشِّكستة)، هذا إذا لم يكنْ بشعًا غيرَ مقبولٍ، لأنَّ الجمعَ بينَ هذَينِ الخطَّينِ لن يؤدِّيَ إلَّا إلى مثل هذِه النتيجةِ.
وليسَ (النستعليقُ) دمجًا بينَ التعليقِ والنَّسخِ كما يقولونَ، ولكنْ ـ كما قلتُ لك ـ هو تحسينٌ للتَّعليقِ بإضافةِ بعضِ خصائصِ النسْخِ فيه، ليكونَ أوضَحَ في القراءةِ، وإلا فالخطُّ هو هو.
فانظر مثلًا في المخطوطتينِ: الهاءَ الَّتي تتكوَّنُ من فاصلتينِ متراكبتينِ، هذا خاصٌّ بالفارسي، وانظرِ الكافَ المفردة والمتطرِّفة التي تكتبُ كالوسطى، والياءَ الراجعة، والسِّينَ الممدودة (الكشيدة ساقطة الأسنانِ) .... الخ.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 48