responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 457
مثل: ما سافرَ إلا فاطمةُ، فإلا: أداة حصر ملغاة، وفاطمةُ: فاعل في الصناعة النحوية.
وإنما امتنع التأنيث هنا لأن الفاعل في الحقيقة مذكر محذوف، وهو المستثنى منه المحذوف، والأصل: ما سافرَ أحدٌ إلا فاطمة.

حذف الفاعل

هناك مواطن يحذف منها الفاعل، منها:
1 - في باب نائب الفاعل، نحو: ضُرِبَ زيدٌ.
2 - إذا وقع بعد إلا في الاستثناء المفرغ، نحو: ما قامَ إلا هندُ، فالفاعل في الحقيقة محذوف تقديره أحدٌ وهند: بدل منه.
والتقدير ما قامَ أحدٌ إلا هندُ، فنحن نعرب هند فاعلا في النحو، وفي حقيقة الأمر الفاعل محذوف وهند بدل منه.
3 - فاعل المصدر، نحو قوله تعالى: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ- يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ) فيتيما: مفعول به منصوب بالمصدر إطعام لأنه يعمل عمل الفعل والتقدير أو أن يطعمَ في يومٍ ذي مسغبة يتيما، وفاعل المصدر هنا محذوف والتقدير: إطعامهُ يتيما، فالهاء هذه ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل، والمسغبة هي: المجاعة.
4 - فاعل (أَفْعِلْ) في التعجب إذا دلَّ عليه دليل متقدم عليه، تقول: أَنْعِمْ بالعربِ وَأَكْرِمْ، فأَنْعِمْ: فعل تعجب، الباء: حرف جر زائد، العربِ: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل لفعل التعجب، و: حرف عطف، أَكْرِمْ: فعل تعجب، وفاعله محذوف دل عليه ما قبله والتقدير: وأَكْرِمْ بهِم، فالباء حرف جر زائد، وهم: ضمير في محل رفع فاعل.
ومنه نعلم أن الفاعل قد يجر في اللفظ ولكنه يرفع في المحل كقولنا: ما جاءَ مِنْ أحدٍ، فمن: حرف جر زائد، وأحد: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا، والتقدير: ما جاءَ أحدٌ.

(تعليقات على النص)

بابٌ: الفاعِلُ مرفوعٌ كقامَ زيدٌ، وماتَ عمرٌو، ولا يتأخرُ عامِلُهُ عنهُ، ولا تَلحَقُهُ علامةُ تثنيةٍ ولا جمعٍ، بلْ يقالُ: قامَ رجلانِ، ورجالٌ، ونساءٌ، كما يقالُ: قامَ رجلٌ، وشَذَّ: (يتعاقبونَ فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ) (أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ).
وتَلحَقُهُ علامةُ تأنيثٍ إنْ كانَ مؤنثًا كقامَتْ هندُ، وطَلَعَتِ الشمسُ، ويجوزُ الوجهانِ في مجازيِّ التأنيثِ الظاهرِ نحو: (قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُم)، وفي الحقيقيِّ المنفصلِ نحوُ: حَضَرَتِ القاضيَ امرأةٌ، والمتَّصلِ في بابِ نِعْمَ وبِئْسَ نحوُ: نِعْمَتِ المرأةُ هندُ، وفي الجمعِ نحو: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ) إلا جمعَي التصحيحِ فكمفرَدَيْهِما نحو: قامَ الزيدونَ، وقامتِ الهنداتُ.
وإنما امتنعَ في النثرِ: ما قامتْ إلا هندُ؛ لأنَّ الفاعلَ مذكرٌ محذوفٌ، كحذفِهِ في نحوِ: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) و (قُضِيَ الْأَمْرُ) و (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)، ويمتنعُ في غَيْرِهِنَّ.
.................................................. .................................................. ..................
المرفوعات من الأسماء سبعة: المبتدأ، والخبر، واسم كان وأخوتها وكذا اسم المشبهات بليسَ، وخبر إن وأخواتها وكذا خبر لا النافية للجنس- والفاعل- ونائب الفاعل- والتابع للمرفوع، والأبواب الأربعة الأولى تقدمت، وآن أوان الكلام على المرفوع الخامس وهو الفاعل، وفي بيانه قال: (بابٌ) هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذا (الفاعِلُ) لم يحده وقد تقدم بيانه في الشرح (مرفوعٌ) لفظا أو تقديرا أو محلا (كقامَ زيدٌ، وماتَ عمرٌو) أشار بالمثالين إلى أن الفاعل قد يكون محدثا للفعل، وقد يكون قائما به كالموت (ولا يتأخرُ عامِلُهُ عنهُ) سواء أكان العامل هو الفعل نحو: قامَ زيدٌ، أو الاسم نحو: أَقائمٌ الزيدانِ، فإن تأخر عامله عنه لم يكن ما تقدم عليه فاعلا نحو: زيدٌ قامَ (ولا تَلحَقُهُ علامةُ تثنيةٍ ولا جمعٍ، بلْ يقالُ: قامَ رجلانِ و) قامَ (رجالٌ و) قامَ (نساءٌ، كما يقالُ: قامَ رجلٌ) ولكن قد ورد عن بعض العرب إلحاق علامة التثنية والجمع بالفعل كقولهم: أكلوني البراغيثُ، والأصل أكلني البراغيثُ، فأجاب المصنف بأن هذا شاذ أي مخالف للقياس والقاعدة فيحفظ ولا يقاس عليه ولهذا قال: (وشَذَّ) عن هذه القاعدة حديث (يتعاقبونَ فيكم ملائكةٌ باللَّيلِ) والأكثر أن يقال: يتعاقبُ فيكم ملائكةٌ بالليل، والحديث أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 457
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست