اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 42
دور الاحتياج المعنوي في العطف
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[22 - 05 - 2014, 04:12 م]ـ
دور الاحتياج المعنوي في العطف
عطف المتكلم بين المتذكر والمتوهم
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية، والإنسان يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس، ومما يدل على ذلك موضوع العطف، وهو ثلاثة أقسام، أولها: العطف على اللفظ، كقولنا: "ليس زيد بقائمٍ ولا قاعدٍ "،وشرطه إمكانية دخول حرف الجرعلى المعطوف،"ولا بقاعدٍ" فهناك الاحتياج المعنوي أو إمكانية التضام المعنوي بين المعطوف وحرف الجر (الطالب) فلا يجوز في "ما جاءني من رجل ولا زيد" إلا الرفع عطفا على الموضع، لأنه لا يوجد احتياج معنوي بين من الزائدة والمعارف، أو لأنها لا تأتلف مع المعرفة، فلا يجوز ما جاءني من زيد " أو " ما جاءني من رجل ولا من زيد "بسبب التنافر المعنوي بين من الزائدة والمعرفة، وهذا يعني أن اختيار المتكلم للمعرفة إلى جانب من الزائدة يؤدي إلى التنافر المعنوي.
ثانيها: العطف على المحل: نحو" ليس زيد بقائم ولا قاعدا" بالنصب عطفا على محل خبر ليس، لأن الأصل فيه أن يكون منصوبا، وهذا يعني علم المتكلم بحقيقة ما يقول وتصرفه بالكلام كيفما يريد وربطه بين أجزاء التركيب برابط الاحتياج المعنوي.
ثالثها: العطف على التوهم: نحو" ليس زيد قائما ولا قاعد، بالخفض، على توهم المتكلم دخول الباء في الخبر كقول زهير:
بدا لي أني لست مدرك ما مضى ولا سابقٍ شيئا إذا كان جائيا
حيث توهم أو تهيأ له أنه أدخل الباء على خبر ليس "مدرك" ولهذا عطف "سابق " بالخفض على" مدرك" بناء على توهم دخول الباء في خبر ليس فربط بين المعطوف والمعطوف عليه برابط الاحتياج المعنوي على توهم دخول الباء في خبر ليس.
وهذا يعني أن المتكلم يتحدث تحت رعاية الاحتياج المعنوي وعلامات أمن اللبس.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 42