responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 410
الدرس الثلاثون من دروس شرح متن قطر الندى.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[24 - 10 - 2013, 07:54 م]ـ
الدرس الثلاثون

التمييز

التمييز هو: اسمٌ فَضْلَةٌ نكِرَةٌ جامِدٌ مفَسِّرٌ للمُبْهَم ِمِنَ الذَّواتِ أو النِّسَبِ.
مثل: اشتريتُ صاعًا قمحًا، فصاعًا: تمييز منصوب؛ لأنه اسم فضلة فيمكن الاستغناء عنه، نكرة وليس معرفة، جامد أي غير مشتق، قد فسر الإبهام في الصاع؛ لأنه يحتمل أن يكون قمحا أو شعيرا أو تمرا أو غيرها، فإذا قلتَ: اشتريتُ صاعًا قمحًا، زالَ ذلك الاحتمال.
ومثل: امتلأَ الإناءُ ماءً، فماءً: تمييز منصوب؛ لأنه اسم فضلة نكرة جامد، قد فسر الإبهام في نسبة الامتلاء إلى الماء لأنه يحتمل أن الإناء قد امتلأ ماءً أو عسلًا أو زيتًا أو غيرها، فإذا قلتَ: امتلأ الإناءُ ماءً، زالَ ذلكَ الاحتمالُ.
فاتضح أن التمييز تارة يفسر كلمة مفردة قبله فيها إبهام، ويسمى بتمييز الذات وتمييز المفرد، وتارة يميز نسبة كما في المثال السابق لأن الإناء لا غموض ولا إبهام فيه وإنما الغموض في نسبة الامتلاء إليه، ويسمى تمييز النسبة وتمييز الجملة.
والتمييز يخالف الحال في أمور هي: التمييز جامد ومفسرٌ للإبهام في ذات أو نسبة، والحال مشتق ومفسر للإبهام في الهيئات.

تمييز المفرد

أما ما كان تمييزًا لمفرد فيقع بعد ما يأتي:
الأول: المقادير وهي عبارة عن ثلاثة أشياء: المِسَاحة نحو اشتريتُ ذراعًا حريرًا، والكيل نحو تصدقت بصاعٍ تمرًا، والوزن نحو بعتُهُ رطلًا سُكَّرًا.
الثاني: العدد والتمييز المنصوب بعد العدد هو ما يقع بعد أحد عشرَ إلى تسعة وتسعين، كما في قوله تعالى: (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا) وقوله (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً).
الثالث: ما يدلُ على مماثلة كقوله تعالى: (وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)، فمددًا: تمييز منصوب بالفتحة.
الرابع: ما يدل على مغايرة مثل: إنَّ لنا غيرَها إبِلًا، فلنا: خبر إن المقدم، وغيرها: اسم إنَّ، وإبلًا: تمييز منصوب.
الخامس: كل اسم يدل على ذات صالحة لأن تصنع منه أشياء بمواد مختلفة، فيأتي التمييز لتعيين المادة التي صنعت منه. مثل: عندي خاتمٌ فضةً، وثوبٌ حريرًا.
تمييز العدد

أولا: ما يقع بعد ثلاثة إلى عشرة يكون جمعًا مجرورًا، نحو: عندي خمسةُ أقلامٍ، وتسعة دفاترٍ.
ثانيا: ما يقع بعد أحد عشر إلى تسعة وتسعين يكون مفردًا منصوبًا، نحو عندي خمسونَ قلمًا، وتسعونَ دفترًا.
ثالثا: ما يقع بعد المائة والألف يكون مفردًا مجرورًا، نحو: عندي مائةُ قلمٍ، وألفُ دفترٍ.
تمييز كم

كم لها استعمالان: استفهامية، وخبرية.
فالاستفهامية هي: التي يسأل بها عن معدود ما، وتمييزها يكون مفردًا منصوبا، نحو: كمْ كتابًا اشتريتَ؟
فكم: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، وكتابًا: تمييز منصوب، واشتريتُ: فعل وفاعل.
فإذا دخل حرف جر على كم جاز جر تمييزها وجاز نصبه نحو: بكمْ درهمٍ اشتريتَ كتابَكَ؟ فبكمْ: الباء حرف جر، وكم اسم استفهام مبني على السكون في محل جر، ودرهمٍ: تمييز مجرور بمِن محذوفة والأصل بكم من درهمٍ.
ويجوز بكم درهمًا اشتريتَ كتابكَ؟
والخبرية هي: التي يراد بها الإخبار عن معدود كثير غير محدد، وتمييزها يكون مجرورًا، نحو: كَمْ مرةٍ تخطئ وأعفو عنكَ، أي مرات كثيرة حصل فيها الخطأ فهي هنا للإخبار لا للاستفهام.
ويجوز أن تقول: كمْ مراتٍ تخطئ .. أي تارة يفرد تمييزها وتارة يجمع، وهو في الحالين يعرب مضافا إليه مجرورًا.

تمييز النسبة

وأما ما كان تمييزا لنسبة فهو نوعان: محوَّلٌ، وغير محوَّل.
فالمحوّل مثل قوله تعالى: (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا) والأصل: اشتعلَ شيبُ الرأسِ، فيكون التمييز محولا عن الفاعل.
ومثل قوله تعالى: (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَعُيُونًا) والأصل: فجرنا عيونَ الأرضِ، فيكون التمييز محولا عن المفعول به.
ومثل قوله تعالى: (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالًا) والأصل: مالي أكثر من مالِكَ، فيكون التمييز محولا عن المبتدأ.
وغير المحول مثل: امتلأَ الإناءُ ماءً، فماءً تمييز وهو غير محول فليس له أصل أخذ منه.
ولا يقال: إن الأصل هنا: امتلأَ ماءُ الإناءِ؛ لأن الماء لا يوصف بالامتلاء بل الذي يمتلئ هو الإناء نفسه.

التمييز المؤكد

¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 410
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست