responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 39
موضوع للنقاش
ـ[أبو محمد يونس المراكشي]ــــــــ[30 - 05 - 2014, 01:23 ص]ـ
البسملة1
يقول بيل ستراسغ في كتابه التطور النحوي للغة العربية: {إن أكثر ضلالات النحويين العرب القدماء نشأ من جهلهم باللغات السامية}
فما رأيكم في هذا الكلام؟
وهل يمكن الاستفادة من اللغات السامية الاخرى في دراسة النحو العربي؟
ولكي أوضح الصورة أمامكم أعطي مثالا يوضح وجهة نظر هذا المستشرق:
من المعروف لدى الدارسين للغات السامية أن أصل الاسم الموصول هو اسم الإشارة.

والنحويون مختلفون في مسألة إتيان ألفاظ الإشارة أسماء موصولة، وإليكم كلام الأنباري في كتابه الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين حول هذه المسألة، قال رحمه الله: ((مسألة هل تأتي ألفاظ الإشارة أسماء موصولة
ذهب الكوفيون إلى أن هذا وما أشبهه من أسماء الإشارة يكون بمعنى الذي والأسماء الموصولة نحو هذا قال ذاك زيد أي الذي قال ذاك زيد
وذهب البصريون إلى أنه لا يكون بمعنى الذي وكذلك سائر أسماء الإشارة لا تكون بمعنى الأسماء الموصولة.
أما الكوفيون فاحتجوا بان قالوا إنما قلنا ذلك لأنه قد جاء ذلك في كتاب الله تعالى وكلام العرب قال الله تعالى (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم) والتقدير فيه ثم أنتم الذين تقتلون أنفسكم فأنتم مبتدأ وهؤلاء خبره وتقتلون صلة هؤلاء وقال تعالى (ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا) والتقدير فيه ها أنتم الذين جادلتم عنهم فأنتم مبتدأ وهؤلاء خبره وجادلتم صلة هؤلاء وقال تعالى (وما تلك بيمينك يا موسى) والتقدير فيه ما التي بيمينك فما مبتدأ وتلك خبره وبيمنيك صلة تلك ثم قال ابن مفرغ
443 - عدس ما لعباد عليك إمارة ... نجوت وهذا تحملين طليق
يريد والذي تحملين طليق فدل على أن أسماء الإشارة تكون بمعنى الأسماء الموصولة {...}
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا إنماقلنا ذلك لأن الأصل في هذا وما أشبهه من أسماء الإشارة أن يكون دالا على الإشارة والذي وسائر الأسماء الموصولة ليست في معناها فينبغي ان لا يحمل عليها وهذا تمسك بالأصل واستصحاب الحال وهو من جملة الأدلة المذكورة فمن أدعى أمرا وراء ذلك بقي مرتهنا بإقامة الدليل ولا دليل لهم يدل على ما ادعوه.
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين أما قوله تعالى (ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم) فلا حجة لكم فيه من ثلاثة أوجه
أحدها أن يكون هؤلاء باقيا على أصله من كونه اسم إشارة وليس بمعنى الذي كما زعمتم ويكون في موضع نصب على الاختصاص والتقدير فيه أعني هؤلاء كما قال عليه السلام سلمان منا أهل البيت فنصب أهل على الاختصاص والتقدير فيه أعني أهل البيت وخبر أنتم هؤلاء تقتلون
والوجه الثاني أن يكون هؤلاء تأكيدا لأنتم والخبر تقتلون ثم هذا لا يستقيم على أصلكم فإن تقتلون عندكم في موضع نصب لأنه خبر
التقريب وخبر التقريب عندكم منصوب كقولهم هذا زيد القائم بالنصب وهذا زيدا قائما ولو كان صلة لما كان له موضع من الإعراب وعندنا أنه يحتمل ان يكون في موضع نصب على الحال
والوجه الثالث أن يكون هؤلاء منادى مفردا والتقدير فيه ثم أنتم يا هؤلاء تقتلون وتقتلون هو الخبر ثم حذف حرف النداء كما قال تعالى (يوسف أعرض عن هذا) وكما قال تعالى (يوسف أيها الصديق) وحذف حرف النداء كثير في كلامهم
وهذا الذي ذكرناه هو الجواب عن احتجاجهم بقوله تعالى (ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم)
وأما قوله تعالى (وما تلك بيمينك يا موسى) فلا حجة لهم فيه لأن (تلك) معناها الإشارة وليست بمعنى التي والتقدير فيه أي شيء هذه بيمينك وتلك بمعنى هذه كما يكون ذلك بمعنى هذا قال الله تعالى (ألم ذلك الكتاب) أي هذا الكتاب ثم قال الشاعر وهو خفاف بن ندبة
444
- (أقول له والرمح يأطر متنه ... تأمل خفافا إنني أناذلكا
أي هذا والجار والمجرور في قوله تعالى (بيمينك) في موضع نصب على الحال كأنه قال أي شيء هذه كائنة بيمينك
وأما قول الشاعر
(وهذا تحملين طليق ...)
فلا حجة لهم فيه لأن تحملين في موضع الحال كأنه قال وهذا محمولا طليق ويحتمل أيضا أن يكون قد حذف الاسم الموصول للضرورة ويكون التقدير وهذا الذي تحملين طليق وحذف الاسم الموصول يجوز في الضرورة قال الشاعر
445
- (لكم مسجدا الله المزوران والحصى ... لكم قبصة من بين أثرى واقترا)
أراد من أثرى ومن أقتر فحذف للضرورة فكذلك هاهنا
على أنه يجوز عندكم حذف الاسم الموصول في غير ضرورة الشعر ولهذا ذهبتم إلى أن التقدير في قوله تعالى (من الذين هادوا يحرفون) من يحرفون فحذف من وهو الاسم الموصول وكذلك ذهبتم إلى أن التقدير في قوله تعالى (كمثل الحمار يحمل أسفارا) أي الذي يحمل أسفارا وإذا جاز هذا عندكم في القرآن ففي ضرورة الشعر أولى فلا يكون لهم فيه حجة والله أعلم.))
وهنا نتسائل هل يمكن أن نعتمد على ما يقوله علماء اللغات السامية ومن ثم نرجح قول الكوفيين على البصريين خصوصا وأنهم يعتمدون على أدلة قوية لم يملك البصريون أمامها إلا اللجوء للتأويل.

فما رأي الأساتذة الكرام؟
وهناك كثير كم الأمثلة أتركها حتى ننهي النقاش حول هذا المثال.
¥

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست