اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 318
الدرس الثاني من دروس شرح تصريف العزي.
ـ[أبو مصطفى البغدادي]ــــــــ[11 - 01 - 2014, 03:19 م]ـ
الدرس الثاني
تقسيم الفعل
الفعل إما ثلاثي وإما رباعي.
فالثلاثي هو: ما كانت أحرفه الأصلية ثلاثة، مثل: ذَهَبَ.
والرباعي هو: ما كانت أحرفه الأصلية أربعة، مثل: دَحْرَجَ.
وكل واحد من الثلاثي والرباعي إما مجرَّدٌ أو مزيدٌ فيهِ.
فالمجرد هو: ما خلا من أحرف الزيادة، مثل: ذَهَبَ، ودَحْرَجَ.
والمزيد فيه هو: ما اشتمل على حرف زائد أو أكثر، مثل: أَذْهَبَ، وتَدَحْرَجَ.
وطريقة معرفة الحرف الأصلي من الزائد هي: أن الأصلي يختل المعنى بسقوطه، والزائد لا يختل.
مثل: دَحْرَجَ فلو حاولت أن تسقط أي حرف منه لاختل المعنى، فتكون أحرفه كلها أصلية فيسمى مجردا.
ومثل: تَدَحْرَجَ فلو أسقطت التاء وقلت دحرج لما اختل المعنى الأصلي للكلمة، فيكون حرف التاء زائدا.
ثم إنَّ كلَّ واحد من الثلاثي والرباعي المجرد والمزيد فيه إما سالم أو غير سالم.
فالسالم هو: ما سلمت حروفه الأصلية من حروف العلة، والهمزة، والتضعيف، مثل: ذَهَبَ، ودحرجَ، فليس في حروفهما الأصلية حرف علة وهو الواو والألف والياء، أو همزة، أو تضعيف، أي حرف مكرر.
وغير السالم هو: ما كان أحد حروفه الأصلية حرف علة أو همزة أو تضعيف.
فإذا كان أحد حروفه الأصلية حرف علة فهو معتل مثل: وَعَدَ، وقَالَ، ورَمَى.
وإذا كان أحد حروفه الأصلية همزة فهو مهموز مثل: أَكَلَ، وسأَلَ، وقَرَأَ.
وإذا كان في أحد حروفه الأصلية تضعيف فهو مُضَعَّفٌ مثل: رَدَّ وزَلْزَلَ.
فتحصَّل أن الأقسام ثمانية هي:
1 - ثلاثي مجرد سالم مثل: ضَرَبَ.
2 - ثلاثي مجرد غير سالم مثل: وَعَدَ.
3 - رباعي مجرد سالم مثل: دَحْرَجَ.
4 - رباعي مجرد غير سالم مثل: وَسْوَسَ.
5 - ثلاثي مزيد فيه سالم مثل: أَكْرَمَ، ولا يضر وجود الهمزة لأنها هنا ليست حرفا أصليا؛ لأن الأصل هو كَرُمَ، وهو سالم.
6 - ثلاثي مزيد فيه غير سالم مثل: أَوْعَدَ، والأصل وَعَدَ.
7 - رباعي مزيد فيه سالم مثل: تَدَحْرَجَ.
8 - رباعي مزيد فيه غير سالم مثل: تَوَسْوَسَ، لأن أصله هو وَسْوَسَ وهو غير سالم، فالحكم بالسلامة وعدمه تبع للمجرد.
الميزان الصرفي
وضع الصرفيون ميزانا لمعرفة الحروف الأصول من الزوائد باستعمال حروف فعل، فالحروف الأصلية هي التي تقابل بالفاء والعين واللام مثل: ضَرَبَ على وزن فَعَلَ، فالضاد فاء الفعل، والراء عين الفعل، والباء لام الفعل، ويسمى فَعَلَ وزنا وميزانا، وضَرَبَ موزونًا، ويجب أن يتطابق الميزان والموزون في عدد الأحرف وفي الحركات والسكنات.
ويكون طريقة الوزن على حسب القواعد التالية:
1 - إذا كان الموزون ثلاثيا مجردا فيوزن بـ فعل، مثل: ذَهَبَ على وزن فَعَلَ، وضُرِبَ على وزن فُعِلَ.
2 - إذا كان الموزون رباعيا مجردا فيوزن بـ فعلل أي بإضافة لام ثانية مثل: دَحْرَجَ على وزن فَعْلَلَ.
3 - إذا كان الموزون مزيدا فيه فيعبر عن الحرف الزائد بلفظه مثل: يَذْهَبُ على وزن يَفْعَلُ، وكَاتِب على وزن فَاعِل، وتَدَحْرَجَ على وزنَ تَفَعْلَلَ، واسْتَخْرَجَ على وزن اسْتَفْعَلَ.
إلا الحرف الثاني المكرر لما قبله فيعبر عنه في الميزان بمثل ما عبر به عن الأول مثل: جَلْبَبَ على وزن فَعْلَلَ، رغم أن الباء الثانية زائدة والأصل جَلَبَ، ولا يقال فَعْلَبَ، ومثل: فَرَّحَ على وزن فَعَّلَ لا فَعْرَلَ.
4 - إذا حصل حذف في الموزون حذف مقابله في الميزان مثل: يَرِثُ وزنه يَعِلُ لأن الأصل هو يَوْرِثُ فحذفت الواو التي هي فاء الفاعل.
تنبيه: الفعل المجرد يكون ثلاثيا ورباعيا فقط ولا يوجد فعل خماسي مجرد.
وأما الاسم المجرد فيكون ثلاثيا مثل: رَأْسٌ وزنه فَعْلٌ، ورباعيا مثل: دِرْهَمٌ وزنه فِعْلَلٌ، وخماسيا مثل: سَفَرْجَلٌ فجميع أحرفه أصلية يختل المعنى بسقوط أيّ منها فوزنه فَعَلْلَلٌ وتدغم اللام الأولى والثانية فيقال: فَعَلَّلٌ.
ولا يزيد المجرّد على ذلك.