لستُ من المتبحِّرينَ في علم النَّحو؛ ولكنْ سأحاولُ الإجابة بحسبِ فهمي، وأرجو من الأساتذةِ التَّصحيح، والإفادة.
وأبدأُ بسؤالِكَ الأخيرِ:
(لماذا لا نعرب جملة (القرآن أسلوبه بليغٌ) مبتدأ، وخبر، وبليغٌ نعت لأسلوبه) فأقولُ: لا نُعربُها كذلك؛ لأنَّ النَّعْتَ يجب أن يُوافقَ المنعوتَ في التعريف، والتَّنكير. و (أسلوبُه) معرفةٌ؛ لأنَّه مضافٌ إلى معرفة، وهو الضَّمير، و (بليغٌ) نكرةٌ، ولا يصحُّ أن تُنعتَ المعرفة بنكرةٍ. ولو قلتَ مثلًا: (القرآنُ أسلوبُه البليغُ مُعجِزٌ)؛ لصحَّ أن تُعربَ (البليغُ) نعتًا لـ (أسلوبُه)؛ لأنَّ (البليغ) معرفة. ويكونُ قولُنا: (معجِزٌ) هو خبر (أسلوبُه)، والجملة الاسميَّة من المبتدإِ والخبرِ في محلّ رفع خبر المبتدإِ الأوَّل (القرآنُ).
أمَّا قولُكَ:
وهل يمتنع أن تتكون جملة من مبتدأ ونعت (الخبر محذوف)؟ فإنَّ الخبرَ لا يُحذَفُ إلَّا إذا كانَ معلومًا، قالَ ابنُ مالكٍ -رحمه الله-:
وحذفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما * تقولُ زيدٌ بعدَ مَن عندَكما
فإذا سألَ سائلٌ: (من عندكَ؟) فقلتَ في جوابِه: (رجلٌ كريمٌ)، فهنا جملةٌ تتكوَّنُ من مبتدإٍ، ونعتٍ له، والخبرُ محذوفٌ، وحُذِفَ للعلمِ به؛ إذ التقديرُ: (رجلٌ كريمٌ عندي). فهنا صحَّ أن يقعَ مبتدأٌ، ونعتٌ، مع خبرٍ محذوفٍ للعلمِ به. أمَّا إذا ابتدأْتَ جملةً من غيرِ سؤالٍ سابق، فقلتَ: (رجلٌ كريمٌ)؛ فإنَّه لا تتمُّ الفائدةُ حتَّى تأتي بالخبرِ، وقد تقدَّمَ أنَّ الخبرَ هو (الجزءُ المتمُّ الفائدة). فما الَّذي استفادَ المُخاطَبُ من قولِكَ: (رجلٌ كريمٌ)؟ ولذا يجبُ أن تأتي بالخبرِ، فتقولُ مثلًا: (رجلٌ كريمٌ عندَنا).
وأنتقلُ إلى قولِكَ:
هل كل نكرة بعد المبتدإ تعرب خبرًا؟ فأقولُ: بالمثالِ يتضحُ المقالُ. فإذا كانَ المبتدأُ معرفةً، وما بعدَه نكرةٌ؛ فإنَّه يعرَبُ خبرًا له؛ نحو: (زيدٌ كريمٌ)؛ فزيدٌ: مبتدأٌ، وكريمٌ: خبرٌ.
أمَّا إذا كانَ المبتدأُ نكرةً، وما بعدَه نكرةٌ مثلُه؛ فإنَّه يكونُ صفةً له، ولا يكونُ خبرًا -وقد تقدَّم أنَّ الصفةَ تتبعُ الموصوفَ في التَّعريفِ والتَّنكير-؛ كقولِكَ: (رجلٌ كريمٌ في الدَّارِ)؛ فرجلٌ: مبتدأٌ، وكريمٌ: نعتٌ له، وفي الدارِ: خبر. وهذا أحدُ مسوّغاتِ الابتداء بالنَّكرة، وهو أن تكونَ موصوفةً.
والله تعالَى أعلمُ.
لستُ من المتبحِّرينَ في علم النَّحو؛ ولكنْ سأحاولُ الإجابة بحسبِ فهمي، وأرجو من الأساتذةِ التَّصحيح، والإفادة.
وأبدأُ بسؤالِكَ الأخيرِ:
فأقولُ: لا نُعربُها كذلك؛ لأنَّ النَّعْتَ يجب أن يُوافقَ المنعوتَ في التعريف، والتَّنكير. و (أسلوبُه) معرفةٌ؛ لأنَّه مضافٌ إلى معرفة، وهو الضَّمير، و (بليغٌ) نكرةٌ، ولا يصحُّ أن تُنعتَ المعرفة بنكرةٍ. ولو قلتَ مثلًا: (القرآنُ أسلوبُه البليغُ مُعجِزٌ)؛ لصحَّ أن تُعربَ (البليغُ) نعتًا لـ (أسلوبُه)؛ لأنَّ (البليغ) معرفة. ويكونُ قولُنا: (معجِزٌ) هو خبر (أسلوبُه)، والجملة الاسميَّة من المبتدإِ والخبرِ في محلّ رفع خبر المبتدإِ الأوَّل (القرآنُ).
أمَّا قولُكَ:
فإنَّ الخبرَ لا يُحذَفُ إلَّا إذا كانَ معلومًا، قالَ ابنُ مالكٍ -رحمه الله-:
وحذفُ ما يُعلَمُ جائزٌ كما * تقولُ زيدٌ بعدَ مَن عندَكما
فإذا سألَ سائلٌ: (من عندكَ؟) فقلتَ في جوابِه: (رجلٌ كريمٌ)، فهنا جملةٌ تتكوَّنُ من مبتدإٍ، ونعتٍ له، والخبرُ محذوفٌ، وحُذِفَ للعلمِ به؛ إذ التقديرُ: (رجلٌ كريمٌ عندي). فهنا صحَّ أن يقعَ مبتدأٌ، ونعتٌ، مع خبرٍ محذوفٍ للعلمِ به. أمَّا إذا ابتدأْتَ جملةً من غيرِ سؤالٍ سابق، فقلتَ: (رجلٌ كريمٌ)؛ فإنَّه لا تتمُّ الفائدةُ حتَّى تأتي بالخبرِ، وقد تقدَّمَ أنَّ الخبرَ هو (الجزءُ المتمُّ الفائدة). فما الَّذي استفادَ المُخاطَبُ من قولِكَ: (رجلٌ كريمٌ)؟ ولذا يجبُ أن تأتي بالخبرِ، فتقولُ مثلًا: (رجلٌ كريمٌ عندَنا).
وأنتقلُ إلى قولِكَ:
فأقولُ: بالمثالِ يتضحُ المقالُ. فإذا كانَ المبتدأُ معرفةً، وما بعدَه نكرةٌ؛ فإنَّه يعرَبُ خبرًا له؛ نحو: (زيدٌ كريمٌ)؛ فزيدٌ: مبتدأٌ، وكريمٌ: خبرٌ.
أمَّا إذا كانَ المبتدأُ نكرةً، وما بعدَه نكرةٌ مثلُه؛ فإنَّه يكونُ صفةً له، ولا يكونُ خبرًا -وقد تقدَّم أنَّ الصفةَ تتبعُ الموصوفَ في التَّعريفِ والتَّنكير-؛ كقولِكَ: (رجلٌ كريمٌ في الدَّارِ)؛ فرجلٌ: مبتدأٌ، وكريمٌ: نعتٌ له، وفي الدارِ: خبر. وهذا أحدُ مسوّغاتِ الابتداء بالنَّكرة، وهو أن تكونَ موصوفةً.
والله تعالَى أعلمُ.
بارك الله فيك وأحسن إليك،
أعتقد أن الإشكال قد إنتهى والله أعلم، وسبب الإشكال ابتداءًا أني كنت أجهل أن الأسماء تعرف بالإضافة. فكنت أعتقد أن أسلوبه نكرةً وقد إتضح أنه معرف ولذلك ينتفي أن تكون كلمة بليغٌ نعتًا لها.
رزقك الله الفردوس أختانا الفاضلة
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 26