responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2312
الضمير المطلوب حيا أو ميتا!!
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[31 - 05 - 2008, 04:53 ص]ـ
مقولة الفعل في العربية مركبة بالضرورة، فهي تنحل إلى أقانيم ثلاثة:
- الحدث
- الشخص
- الزمن ..
وهذه العناصر تتحد ضمن كيان صرفي-مورفولوجي-واحد، فهي موجودة جميعا إلا أن بعضها يكون ظاهرا وبعضها كامنا ... كما أن بعضها مستقل المفهومية وبعضها غير مستقل ..
فلو تأملنا كلمة:
أ-جلس
لخرجنا بالحصيلة التالية:
1 - لفظ "جلس" صرفيا مفرد لكنه تركيبيا جملة، مركب اسنادي تام.
2 - اللفظ دال بمادته المعجمية (ج. ل. س) عن حدث الجلوس.
3 - دال بهيئته (صيغة فعل) عن زمن الحدث وهو زمن المضي.
4 - يفترض في اللفظ أقنوم ينسب إليه الحدث ويسند إليه ... (الغائب)
هذا البند الأخير هو مصدر بعض القلق عندنا لا سيما في حالة تجرد الفعل من كل السوابق واللواحق- في حالة المورفيم العدمي -أعني في حالة الفعل الماضي المسند إلى الغائب المفرد المذكر مثل: "ضرب" و"نام" و"قرأ"حيث يكون الفاعل مضمرا ...
لبيان الاستشكال نقارن بين الجمل الثلاث:
ب-زيد جلس
ج-زيد جلس هو.
د-جلس زيد.
قبل مواصلة التحليل نريد أن ننبه على أمرين:
-الأول: لن نعرج على رأي أهل الكوفة في تجويزهم تقديم الفاعل على فعله ولكننا سنقتفي أثر الجمهور دون أن يكون في نيتنا تصويب هذا الرأي أو ذاك.
-الثاني: نريد أن نتحرك فقط في الفضاء التركيبي حيث يوجد الإشكال، ولا يعنينا الفضاء الدلالي لأنه لا إشكال في أن "زيدا" أنيط به دور الفاعل الدلالي سواء أتقدم أم تأخر وسواء أكان صريحا أم ضميرا دل السياق على أنه المقصود.
الجملة (ب) احتملت الفاعلين معا:
-الفاعل الدلالي وهو زيد الذي يشغل الآن وظيفة المبتدأ تركيبيا.
-الفاعل التركيبي وهو الضمير المستكن في فعل "جلس" والذي مرجعه الدلالي هو زيد المتقدم.
الجملة (ج) احتملت مفارقة عجيبة: فقد ذكر " زيد " مرتين (صريحا وضميرا) ومع ذلك لم يصلح أن يكون فاعلا لا هو ولا ضميره المنفصل .. وإنما الفاعل هو الضمير المستتر في الفعل!!
الضمير المنفصل "هو" ليس فاعلا، بل هو تابع له فحسب (تأكيد للضمير المستتر) .. ولا يجوز أن يكون مؤكدا للاسم الصريح لأن النحاة يرون -عن حق-أن الضمير لا يصلح لتأكيد الصريح بمقتضى أن الضمير أخفى وليس من المعقول توكيد الأظهر بالأخفى.

د-جلس زيد.
هذه الجملة العادية هي مربط الفرس .. !!
زحزحة" زيد" إلى اليسار هي مصدر المتاعب!!
إن "زيدا" الآن قد اتحدت فيه الوظيفتان فهو فاعل تركيبيا ودلاليا .. فلا مناص من طرح السؤال المنغص:
ماذا حدث للضمير المستتر في الفعل؟؟؟؟
1 - هل اختفى وأصبح نسيا منسيا!
هذا غير وارد لأننا اتفقنا أن أقنوم المسند إليه جزء من مقولة الفعل .. وقد ظهرت قوته عندما قدمنا زيدا- بحيث استولى على الضمير المنفصل وحرم زيدا منه-
2 - هل يكون زيد مؤكدا للضمير فلا يكون هو الفاعل كما في حالة الضمير .. وهذا غير وارد أيضا لأن المتلفظ ب:
ب-زيد جلس
ليس في نيته أي تأكيد فهو مخبر في درجة الصفر.
3 - هل يكون زيد بيانا للضمير فنقترف التوزيع:
الضمير المستكن فاعل والاسم هو المبين الدلالي للضمير ... كما نقول:
جاء زيد أمس ... حيث نرى الدلالة المزدوجة للزمن الماضي: في هيئة الفعل وفي الظرف .. فيمكن أن نقول إن الظرف مبين للزمن المبهم في صيغة الماضي .. ولو قلنا "جاء زيد غدا" لأصبحت الجملة لغوا بسبب تعارض الزمنين ... !!
لكن هل من قائل بهذا!
فنعيدها جذعا إذن: أين الضمير!!

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست