اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2291
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 05:29 م]ـ
في إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، قال ابن دقيق العيد: (المتقرر عند أهل العربية: أن الشرط والجزاء والمبتدأ أو الخبر لا بد وأن يتغايرا وههنا وقع الاتحاد في قوله: 'فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله' وجوابه أن التقدير: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله نية وقصدا فهجرته إلى الله ورسوله حكما وشرعا.)
قلت لصديق لي، لو وقع الاتحاد بين الشرط والجزاء لكان: 'فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله كانت هجرته إلى الله ورسوله'، فقال لي إن فاء الجزاء عوض عن 'كان' دال عليها ...
ما رأيكم، بارك الله فيكم
ـ[عبد العزيز العمري]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 02:16 ص]ـ
لا إشكال في اتحاد المبتدأ والخبر أو الشرط والجزاء إذا فهم معنى جديد من الكلام، كأن تقول لشخص: أتفعل هذا وأنت أنت؟؛ أي: وأنت المعروف بالفضل. ومثله قول أبي النجم:
أنا أبو النجم وشعري شعري
أي: وشعري المعروف لكل أحد
ومنه في الشرط والجزاء مثل: من قصدني فقد قصدني؛ أي: قصد المعروف بالعطاء. وفي الحديث: "من رآني فقد رآني"؛ أي: فقد رأى رسول الله؛ بدليل: "فإن الشيطان لا يتمثل بي".
ويمكن أن يكون التقدير في الحديث المذكور في السؤال: فهجرته موفقة مثمرة.
أما نيابة الفاء عن (كان) فلا يظهر لي صحتها.
والله أعلم.
ـ[عبد العزيز]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 02:43 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي عبد العزيز العمري
ـ[عائشة]ــــــــ[31 - 08 - 2008, 02:53 م]ـ
ذَكَرَ ابنُ هشامٍ - رحمه الله - في " مغنيه " أنَّ اتّحاد السَّبب والمُسبَّب ممتنعٌ، ثُمَّ قال:
(وأمَّا نحو: " فَمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورسولِهِ؛ فهِجْرتُهُ إلى اللهِ ورسولِهِ "؛ فمُؤوَّلٌ علَى إقامةِ السَّبَب مقام المُسبَّب؛ لاشتهارِ المُسبَّب؛ أي: فقدِ استحقَّ الثَّوابَ العظيمَ المُستقِرَّ للمُهاجرين) انتهى.
وجاء في " همع الهوامع " للسيوطيِّ - رحمه الله -:
(وشرطُ الجوابِ الإفادةُ، فلا يكونُ بما لا يُفيدُ - كخبرِ المبتدإِ -؛ فلا يجوز: " إن يَقُمْ زيدٌ يَقُمْ "؛ كما لا يجوزُ في الابتداءِ: " زيدٌ زيدٌ "، فإن دَخَلَهُ معنًى يُّخْرِجُه للإفادةِ؛ جازَ؛ نحو: " إن لَّم تُطِعِ اللهَ عَصَيْتَ "؛ أُريد به التَّنبيه علَى العقاب؛ فكأنَّه قال: وَجَبَ عليكَ ما وَجَبَ علَى العاصي؛ كما جازَ في الابتداء نحو:
* أنا أبو النَّجْمِ وشِعْري شِعْري *
ومِنْه: " فَمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورسولِهِ؛ فهِجْرتُهُ إلى اللهِ ورسولِهِ ") انتهى