اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 2243
العلم المركب
ـ[عائشة]ــــــــ[04 - 07 - 2008, 10:25 م]ـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ العَلَم المُرَكَّبُ ينقسِم ثلاثة أقسام:
أوَّلها: المُرَكَّب الإضافيّ:
ويتركَّب مِن مُضاف ومضاف إليه؛ مثل: " عبد الله "، و" أبي بَكرٍ " ...
وحُكمه: أنْ يُعرَبَ صَدْرُهُ -وهو المُضاف- على حسب حاجة الجُملة؛ فيكون مبتدأ، أو خبرًا، أو فاعلاً، أو مفعولاً، أو غير ذلك، ويبقى المضاف إليه على حالته؛ وهي: الجرّ دائمًا.
تقول: " عبدُ اللهِ شاعرٌ "، و" فازَ عبدُ اللهِ "، و" رأيتُ عبدَ اللهِ "، و" مررتُ بعبدِ اللهِ ". فالمُضافُ -وهو كلمة: " عبد "- تغيَّرَتْ علامة آخره بتغيُّر حاجة الجُمل، وبَقِي المُضاف إليه -وهو " لفظ الجلالة "- مجرورًا لَمْ يتغيَّرْ.
وثانيها: المركَّب الإسناديّ:
وهو ما انضمَّتْ فيه كلمة إلى أُخرى على وجه يُفيد حصول شيء، أو عدم حصوله، أو طَلَب حصوله؛ أي: التَّحدُّث عن ذلك الشَّيء بِما يُنسَب إليه؛ سلبًا، أو إيجابًا، أو طَلَبًا.
ويتركَّبُ إمَّا من جملة فعليَّة -أي: من فعل مع فاعله، أو مع نائب فاعله-؛ مثل: " بَرَقَ نحرُهُ "، و" شابَ قَرْنَاهَا "، وإمَّا مِن جملة اسميَّة -أي: من مبتدإ مع خبره-؛ مثل: " الخيرُ نازِلٌ "، و" السَّيِّدُ فاهِمٌ ".
وهذا حُكمه الحكاية؛ فيبقى على حاله وصورته اللَّفظيَّة قبل التَّسمية؛ فلا يدخله تغييرٌ مُطلقًا، لا في ترتيب حروفه، ولا في ضبطها، ويُعرَبُ على حسب حاجة الجُملة الَّتي تحتويه، ولكنَّ إعرابه يكون مُقدَّرًا على آخره؛ بسبب الحكاية، فيكون مبتدأ، وخبرًا، وفاعلاً، ومفعولاً، وغير ذلك على حسب ما تقتضيه تلك الجملة، إلاَّ أنَّ آخره يظلُّ على حاله، مُلتزمًا علامته الأُولى قبل العلميَّة في جميع تلك الحالات مهما تغيَّرَتِ الجُمل.
تقول: " بَرَقَ نَحرُه شُجاعٌ "، و" جاء بَرَقَ نَحرُه "، و" رأيتُ بَرَقَ نَحرُه "، و" مررتُ ببرقَ نحرُه ".
فالعلَم: " بَرَقَ نَحرُه " في الجملة الأُولى: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضَّمَّة المُقدَّرة على آخره؛ للحكاية. وفي الجملة الثَّانية: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضَّمَّة المُقدَّرة على آخره؛ للحكاية. وفي الجملة الثَّالثة: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المُقدَّرة على آخره؛ للحكاية. وفي الجملة الرَّابعة: اسم مجرور بالباء، وعلامة جرِّه الكسرة المُقدَّرة على آخره؛ للحكاية.
فهو لا يتأثَّر بالعوامل تأثُّرًا ظاهِرًا، وإنَّما يتأثَّر بها تأثُّرًا تقديريًّا يُصيبُ آخره؛ فيجعله مُعربًا بحركاتٍ مُقدَّرة للحكاية.
وثالثها: المُركَّب المزْجيّ:
وهو ما تَرَكَّبَ من كَلِمَتَيْنِ امتَزَجَتَا؛ أي: اختلَطَتَا بأنِ اتَّصَلَتِ الثَّانية بنهاية الأُولى؛ حتَّى صارَتَا كالكلمة الواحِدة، مثل: " بَعْلَبَكّ "، و" حَضْرَمَوْت "، و" سِيبَوَيْه ".
فإنْ كان المُركَّب المَزْجيُّ غير مختومٍ بـ " وَيْه "؛ مثل: " بَعْلَبَكّ "؛ فإنَّه يُعتَبَر -في الرَّأي الغالب- كالكلمة الواحِدة، ويُعامَل مِنْ ناحية الإعراب مُعامَلة المُفرَد المَمْنُوع مِنَ الصَّرْف؛ فيُرفَع آخرُه بالضَّمَّة مِن غير تنوينٍ، ويُنصَب ويُجَرُّ بالفَتْحة مِنْ غَيْر تنوينٍ، أمَّا الجزء الأوَّل؛ فيُفْتَح للتَّركيب. تقول: " هذه بَعْلَبَكُّ "، و" زُرْتُ بَعْلَبَكَّ "، و" تَمتَّعتُ بِبَعْلَبَكَّ ". إلاَّ إن كان آخره -أي: الأوَّل- مُعتلاًّ؛ فإنَّه يَجِب سكونه؛ نحو: " مَعْدي كَرِب "، و" قالِي قلا ".
وإنْ كان مختومًا بكلمة " وَيْه "؛ بُنِيَ آخرُه على الكَسْر -في المشهور-. تقول: " سِيبَوَيْهِ عالِمٌ لُغوِيٌّ جليلٌ "، و" إنَّ سِيبَوَيْهِ عالِمٌ لُغوِيٌّ جليلٌ "، و" لِسِيبَوَيْهِ شُهرةٌ فائقةٌ ". فقد وَقَعَتْ كلمة " سِيبَوَيْهِ " مبتدأ، واسمًا لـ " إنَّ "، ومجرورةً باللام، ولم تتغيَّر حالة آخرها بتغيُّر الجُمل؛ بل لَزِمَت البناء على الكسر؛ فهي مبتدأ مبنيَّة على الكسر في محلِّ رَفْعٍ، وهي اسم " إنَّ " مبنيَّة على الكسر في محلِّ نَصْبٍ، وهي مجرورة باللام مبنيَّة على الكسر في محلِّ جَرٍّ.
والله -تعالى- أعلم.
المراجع:
- " أوضح المسالك إلى ألفيَّة ابن مالكٍ "، لابن هشامٍ الأنصاريِّ.
- " النَّحو الوافي "، لعبَّاس حسن.