responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2205
قوله: {وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذ?لِكَ وَلا? أَكْبَرَ} قرأ حمزة برفع راء "أَصْغر" و "أكبر"، والباقون بفتحها. فأما الفتحُ ففيه وجهان، أحدهما: ـ وعليه أكثر المُعْربين ـ أنه جَرٌّ، وإنما كان بالفتحةِ لأنه لا يَنْصَرف للوزن والوصف، والجرُّ لأجلِ عطفِه على المجرور وهو: إمَّا "مثقال"، وإمَّا "ذرة". وأمَّا الوجهُ الثاني فهو أنَّ "لا" نافيةٌ للجنس، و "أصغر" و "أكبر" اسمُها، فهما مَبْنيان على الفتح. وأمَّا الرفعُ فمن وجهين أيضاً، أشهرهُما عند المُعْربين: العطفُ على محل "مثقال" إذ هو مرفوعٌ بالفاعلية و "مِنْ" مزيدة فيه كقولك: "ما قام مِنْ رجل ولا امرأة" بجرِّ "امرأة" ورَفِعْها. والثاني: أنه مبتدأ، قال الزمخشري: "والوجهُ النصبُ على نفي الجنس، والرفع على الابتداء ليكون كلاماً برأسِه، وفي العطفِ على محل "مثقال ذرة"، أو على لفظ "مثقال ذرة" فتحاً في موضع الجرِّ لامتناع الصرف إشكالٌ؛ لأنَّ قولَك: "لا يَعْزُب عنه شيءٌ إلا في كتاب مشكل" انتهى?. وهذان الوجهان اختيار الزجاج، وإنما كان هذا مُشْكلاً عنده لأنه يصير التقدير: إلا في كتاب مبين فيعزبُ، وهو كلامٌ لا يصحُّ. وقد يزول هذا الإِشكالُ بما ذكره أبو البقاء: وهو أن يكون {إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} استثناءٌ منقطعاً، قال: {إِلاَّ فِي كِتَابٍ}، أي: إلا هو في كتاب، والاستثناءُ منقطع". وقال الإِمام فخر الدين بعد حكايته الإِشكالَ المتقدم: "أجاب بعضُ المحققين مِنْ وجهين، أحدهما: أن الاستثناءَ منقطع، والآخر: أن العُزوبَ عبارةٌ عن مُطْلق البعد، والمخلوقاتِ قسمان، قسمٌ أوجده اللهُ ابتداءً مِنْ غير واسطةٍ كالملائكة والسمواتِ والأرض، وقسمٌ أوجده بواسطةِ القسم الأول مثلِ الحوادث الحادثة في عالم الكون والفساد، وهذا قد يتباعدُ في سلسلةِ العِلِّيَّة والمعلولِيَّة عن مرتبة وجود واجبِ الوجود، فالمعنى?: لا يَبْعد عن مرتبة وجوده مثقالُ ذرة في الأرض ولا في السماء إلا وهو في كتاب مبين، كتبه الله وأثبت فيه صورَ تلك المعلومات". قلت: فقد آل الأمرُ إلى أنه جَعَله استثناءً مفرغاً، وهو حال من "أصغر" و "أكبر"، وهو في قوة الاستثناءِ المتصل، ولا يُقال في هذا: إنه متصل ولا منقطع، إذ المفرَّغُ لا يُقال فيه ذلك.
وقال الجرجاني: "إلا" بمعنى الواو، أي: وهو في كتاب مبين، والعربُ تضعُ "إلا" موضعَ واو النسق كقوله: {إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [النساء: 148] {إِلاَّ ?لَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ} [البقرة: 150]. وهذا الذي قاله الجرجانيُّ ضعيفٌ جداً، وقد تقدَّم الكلامُ في هذه المسألة في البقرة، وأنه شيءٌ قال به الأخفش، ولم يَثْبُت ذلك بدليل صحيح. وقال الشيخ أبو شامةَ: "ويُزيل الإِشكالَ أن تُقَدِّر قبلَ قوله: {إِلاَّ فِي كِتَابٍ} "ليس شيء من ذلك إلا في كتاب" وكذا تقدِّر في آية الأنعام.
ولم يُقرأ في سبأ إلا بالرفع، وهو يُقَوِّي قولَ مَنْ يقول إنه معطوف على "مثقال" ويُبَيِّنه أن "مثقال" فيها بالرفع، إذ ليس قبله حرفُ جر. وقد تقدَّمَ الكلامُ على نظير هذه المسألة والإِشكالُ فيها في سورة الأنعام في قوله: {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ} [يونس: 59]، إلى قوله: {إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [يونس: 59]، وأنَّ صاحبَ "النظم" الجرجانيَّ هذا أحال الكلامَ فيها على الكلامِ في هذه السورة، .... كلام السمين الحلبي في الدر المصون ....

ـ[أبو الوليد الخالدي]ــــــــ[28 - 10 - 2008, 05:52 ص]ـ
جزاكَ الله خيرًا ..

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست