responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2201
مسائل في إعراب المضارع وبنائه
ـ[فيصل المنصور]ــــــــ[01 - 08 - 2008, 04:21 م]ـ
هذه مسائلُ نشرتُها من قبلُ، وأعيدُ اليومَ نشرَها:

الأصلُ الواقعُ لا المفترضُ في المضارعِ الإعرابُ بالحركات؛ كما تجدُ في (يذهبُ – لن يذهبَ – لم يذهبْ).
فعلينا أن نسأل قبلُ: لِمَ لمُ يعربوا (الأفعالَ الخمسةَ) بالحركاتِ، ثم هل مِن فرقٍ بينَها وبينَ ما اتصلت به نونُ النسوةِ في الحقيقةِ، ولِمَ لم يعربوها بالحروفِ كما أعربوا الأفعالَ الخمسةَ، ولمْ يلزموها الإعرابَ بالحركاتِ كأصلِ الفعلِ؟
الجواب:
لما أرادوا إسنادَ المضارع إلى واو الجماعة – والمضارعُ ينبغي أن يَّكونَ معربًا – رأوا أنهم لا يستطيعونَ أن يجعلوا آخرَ حرفٍ من الفعلِ محلاّ للإعرابِ (يذهبُو)، لأنهم إذا أدخلوا عليه الجازمَ قالوا: (لم يذهبْوْا) فيجتمع ساكنانِ؛ فلما امتنعَ عليهم إظهار أثر الجزمِ امتنعوا من ذلك طردًا للبابِ، فلم يستحبُّوا البناءَ على الضمِّ أو غيرِه ولهم عنه مزاحٌ، فألزموا حركةَ آخرِه الضمَّ، ونقلوا عنها محلَّ الإعراب، وزادوا نونًا في آخرهِ، وجعلوها هي المحلَّ، وجرَّأهم على ذلكَ أنهم يزيدونها في غير ذلك كما زادوها في المثنى، وفي جمعِ المذكَّر السالم؛ فقالوا: (يذهبُون) فإذا أدخلوا العواملَ حذفوها؛ فقالوا: (يذهبوا).

أما ما آخره نونُ النسوةِ، فوجهُ القياسِ أن يَّقولوا فيه: (يذهبُنَ، لن يذهبَن، لم يذهبْن) فيعربوه بالحركاتِ؛ فاستثقلوا ذلكَ، فسكَّنوا ما قبلَ النونِ، كما ضموا ما قبلَ الواوِ، والتمسوا إعرابَها بالحركاتِ كما فعلوا بنحو (يذهبونَ) فوجدوه مستثقَلاً كذلكَ (يذهبْنَنَ)، فلم يجدوا بدًّا من بنائِها.
أما مَن قالَ: إنهم بنوها حملاً لها على الماضي (ذهبْنَ)، فعلةٌ يجوزُ أن تصِح في تعيينِ حركةِ البناءِ، مع أنَّ الحقَّ خلافُ ذلكَ؛ ألا ترى أنه لو لَم يكن ثَمَّ ماضٍ لم نجدهم يبنونها إلا على السكونِ لاستثقالِ غيرِه. ومتى وُجِدَ الحُكم ولا علةَ تبيَّن فسادُها.
ولا تصِح هذه العلةُ في صيرورتِهم إلى البناءِ، لأنا بيَّنا أنَّ ذلك للاستثقالِ، والاستثقالُ أقوى من قياسِ الشبهِ؛ ألا ترى أن الماضيَ من (يذهبون) مبنيٌّ، ومعَ ذلك نجدُ المضارعَ معربًا، لم يحملوه عليه. وذاك لضعفِ المقيسِ عليه؛ وهوَ الفعلُ الماضي، خلافًا للحرفِ؛ فإنه يُحملُ عليه بالشبهِ؛ فيبنَى المحمولُ.
أما مَن قال: إن علةَ البناءِ تعارض المقتضي والمانع في قياسِ الشبه؛ فللفعلِ مقتضٍ للإعرابِ؛ ولكنَّ له مانعًا يُضعِف وجهَ الشبه؛ وهو اتصالُ النونِ به؛ وهي لا تدخُل على الأسماءِ.
فهذا يُردّ عليه بنحو (تضربين)؛ فإنه اتصلت به ياء المخاطبة؛ وهي لا تدخلُ الأسماءَ؛ ومع ذلك لم يُبنَ!

أبو قصي

اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 2201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست