اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 216
في مدارسة علم الصرف:: تقسيم الفعل باعتبار زمنه:: محمود عبد الصمد الأسمائي
ـ[محمود عبد الصمد الأسمائي]ــــــــ[08 - 02 - 2014, 05:46 م]ـ
:: في مدارسة علم الصرف::
(4)
** تقسيم الفعل باعتبار زمنه **
ينقسم الفعل باعتبار زمنه إلى ثلاثة أقسام:
أ - ماض.
ب - مضارع.
جـ - أمر.
فالماضى: هو مادل على حدث قبل زمن التكلم، نحو قوله تعالى: ("اقترب" للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون) الأنبياء 1، وقوله: (أفحسبتم" أنما "خلقناكم" عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون (115) فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم (116) المؤمنون.
وعلامة الماضى: أن يقبل تاء التأنيث الساكنة، نحو قوله تعالى: ("اقتربت" الساعة وانشق القمر) القمر 1، ومن الماضى (عسى - ليس - نعم)
فهذه الكلمات الثلاث أفعال، وليست أسماء، ولا حروفا، والدليل: دخول " تاء التأنيث " عليها؛
قالوا: ("ليست" هند ظالمة، "فعست" أن تفلح)،
وقال الشاعر: "نعمت" جزاء المتقين الجنة دار الأمان والمنى والمنة.
وإن دلت الكلمة على معنى الفعل الماضى؛ لكنها لا تقبل علامته، فليست بفعل ماض، وإنما هى: " اسم فعل ماض "، نحو: هيهات، بمعنى بَعُدَ: قال تعالى:
(هيهات هيهات لما توعدون) المؤمنون 36، ومنه: شتان، بمعنى: افترق.
فائدة:
إذا تحركت " تاء التأنيث الساكنة " بفتح، أو ضم، أو كسر؛ لأجل النقل، أو التقاء الساكنين، فإن هذا لا يخرجها عن كونها ساكنة، نحو قوله تعالى: (.... فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) البقرة 79،
وقوله تعالى:
(.... وإذ قالت أمة منهم .....) الأعراف 164، (.... وقالتِ اخرج عليهن ....) يوسف 31،
وقوله تعالى: (.... فإن بغت إحداهما ....) الحجرات 9.
والمضارع: هو ما دل على حدث فى زمن التكلم، أو بعده، وعلامته: أن يقبل دخول " لم "، وأن يكون مفتتحا بحرف من حروف " أنيت "، وتضم هذه الأحرف إن كان ماضيه رباعيا، وتفتح فى غير الرباعى، وهاك أمثلة:
قال تعالى: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذى يوعدون) الزخرف 83،
وقال تعالى: (الله يستهزئ بهم ويمدهم فى طغيانهم يعمهون) البقرة 15،
وقال تعالى: (.... ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام) المائدة 59.
فإن دلت الكلمة على معنى الفعل المضارع؛ لكنها لا تقبل علامته فليست بفعل مضارع، وإنما هى: " اسم فعل مضارع "، نحو:
آه = أتوجع، أف = أتضجر، وى = أتعجب
فائدة:
حروف " نأيت" التى يفتتح بها الفعل المضارع، لابد أن تكون زائدة على أصل حروف الفعل، للدلالة على: التكلم، أو الخطاب، أو الغيبة؛ فبهذا خرج نحو:
أخذ - نقع - ترك - ينع - أكرم - كرم -، وما شابهها؛ فكلها أفعال ماضية.
والأمر: هو ما دل على حدث بعد زمن التكلم، نحو قوله تعالى: ("فاستمسك"
بالذى أوحى إليك إنك على صراط مستقيم) الزخرف 43، وقوله تعالى: ("ذرهم" يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعملون) الحجر 3،
وقوله تعالى: (و"أنذرهم" يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم فى غفلة وهم لا يؤمنون) مريم 39،
وقوله تعالى: ("فذرهم" فى غمرتهم حتى حين) المؤمنون 54، وقوله تعالى: (و"أنذرهم" يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)
غافر 18،
وعلامة فعل الأمر: أن يدل على الطلب، ويقبل ياء المخاطبة، نحو قوله
تعالى: (فكلى واشربى وقرى عينا ....) مريم 26؛ فخرج بهذا:
تكتبين - كتب، ونحوها.
فإن دلت الكلمة على معنى فعل الأمر؛ لكنها لا تقبل علامته فهى: " اسم فعل الأمر "، نحو:
دونك = خذ،
عليك = الزم،
كَتَابِ = اكتب
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 216