اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 214
في مدارسة علم الصرف:: الفعل المجرد:: محمود عبد الصمد الأسمائي
ـ[محمود عبد الصمد الأسمائي]ــــــــ[08 - 02 - 2014, 06:43 م]ـ
:: في مدارسة علم الصرف::
(6)
بسم الله الرحمن الرحيم
** الفعل «المجرد» **
كما هو واضح من تسميته - فعلٌ كل حروف أصلية؛ أي لا تستطيع أن تحذف منها حرفًا واحدًا وإلا انهار المعنى؛ فالعفل «ضرب» مثلًا أو «بَعْثَرَ» كل حرف فيهما يسهم في تأسيس المعنى، وأنت لا تستطيع أن تجذف الباء من «بَعْثَرَ» ويبقى المعنى، وكذلك مع العين والثاء والراء.
أما «المزيد» فهو فعل زِيد حرفًا أو أكثر، مثل «أقبل»، و «قابل»، و «تقابل»، و «استقبل» تستطيع أن تحذف الهمزة من الأول، والألف من الثاني، والتاء والألف من الثالث، والألف والسين والتاء من الثالث؛ ويبقى المعنى الأصيل للفعل «قَبِل» كما هو.
أولًا: الفعل المجرد:
أ- المجرد الثلاثي:
وهو أكثر أفعال العربية شيوعًا واستعمالًا؛ لأنه أخفها، والحرفان الأول والثالث – أي الفاء واللام- مفتوحان دائمًا في الماضي، أما الحرف الثاني – أي العين – فقد يكون مفتوحًا، أو مضمومًا، أو مكسورًا.
والمفتوح العين هو الأكثر في العربية: كتَب – ضرَب – مشَى – أخَذ – رمَى – وَعَد – وَقَى.
ويتضح لك من هذه الأمثلة أن الحروف الأصول التي يتكون منها الفعل ليس شرطًا أن تكون «صامتة»، أو ما يسمى عند القدماء حروفًا ساكنة، بل يمكن أن تكون حرفًا من حروف العلة الثلاثة: الألف والواو والياء.
أوزان الفعل الثلاثي المجرد إذن هي:
1 - فَعَل: كَتَب.
2 - فَعُل: كَرُم.
3 - فَعِل: فَرِح.
وقد لحظ القدماء أن وزن «فَعُل» يدل في الأغلب على المبالغة والتعجب؛ مثل: حَسُن، وكَرُم، وعظُم؛ أي: ما أحسنه، وما أكرمه، وما أعظمه.
ويخطيء كثير من الناس في قولهم: حَصُل فلان على شهادة كذا.
والصواب: حَصَل. وكذلك يخطئون حين يقولون: صَلُح، والصواب صَلَح.
وهذه الأوزان الثلاثة للفعل الماضي تتغير في المضارع؛ وهي تؤدي إلى ستة أوزان ترجع فيها أيضًا إلى المعجم:
1 - فَعَل يَفْعُل: نَصَر ينصُر، عَدَّ يَعُدّ، صام يصوم، دعا يدعو.
2 - فَعَل يَفْعِل: ضَرَب يضرِب، وَصَف يصِف، مال يَميل، مشى يَمْشِي.
3 - فَعَلَ يَفْعَل: فَتح يفتَح، قَرأ يقرَأ، وقَع يقَع.
4 - فَعِل يفعَل: فَرِح يفرَح، خاف يخاف، رَضِيَ يرضى.
5 - فَعِل يَفْعِل: حَسِب يحسِب، وَرِث يَرِث.
6 - فَعُل يَفْعُل: كَرُم يكرُم، حَسُن يحسُن.
* يخطيء كثير من الناس في نطق الفعل «عرف»؛ إذ يكسرون عينه «عَرِف»، والصواب: عَرَف – بفتح الراء، ومضارعه: «يعرِف» بكسر الراء، وإذن فالأمر منه: اِعْرِفْ – وليس «اِعْرَف» كما يرد كثيرًا في وسائل الإعلام.
ويخطئون كذلك في الفعل «صاغ» حين يقولون في مضارعه «يصيغ»، والصواب: يصوغ، والأمر منه «صُغْ».
ويخطئون دائمًا في الفعل «نَعَى» حين يقولون: «يَنِعي» بكسر العين، والصواب: يَنْعَى بفتحها.
ب- المجرد الرباعي:
وله وزن واحد؛ فَعْلَل، وهو نوعان:
أ- رباعي مجرد مضعف، أوله مثل ثالثه، وثانيه مثل رابعه؛ أي فاؤه مثل لامه الأولى، وعينه مثل لامه الثانية: وَسْوَس.
ب- رباعي مجرد غير مضعف، مثل: دَحْرَج – بَعْثَر – طَمْأن.
* وقد لحظ القدماء أن الرباعي المضعف يدل في الأغلب على تكرار الحدث ومثل: هزهز، وقهقه، ووسوس.
* تستعمل العربية وزن «فَعْلَلَ» كثيرًا في ألوان مختلفة من الاشتقاق وصوغ الكلمات؛ منها ما يعرف بالنحت، مثل: بَسْمَل؛ أي قال: بسم الله الرحمن الرحيم، وَحَوْقَل، أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. كما يستعمل هذا الوزن كثيرًا الآن في «التعريب» مثل: تلْفَن، كما يستعمل هذا الوزن أيضًا للدلالة على المشابهة مثل: عَلْقَمَ الطعام أي: صار كالعلقم، أو للدلالة على الصيرورة مثل: لَبْنَن، وبَلْقَن، وسَعْوَد، أي صيره لبنانيًا، وبلقانيًا، وسعوديًا.
اسم الکتاب : ملتقى أهل اللغة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الجزء : 1 صفحة : 214